هي أصعب اللحظات هذه اللحظة وأنا أمسك قلمي لكتابة هذه السطور وربما الوهلة الأولى التي أراني فيها مرتبكا حتى في نطق الكلمات، نعم وعلى غير العادة انتابني شعور الأسى والحزن، واختلطت العبرات بالعبارات وأنا أودع أخي وصديقي، مشرف الشهري إلى مثواه رحمه الله الذي وافته المنية بالأمس القريب في منزله بالجبيل، إنه بحق مصاب جلل لنا نحن أصدقاءه وزملاءه ومحبيه، ولكن الحمدلله على قضائه وقدره، عرفت مشرف منذ ربع قرن في مدينة الخبر عندما كنا حينها في بداياتنا مع الشعر وكان لنشر قصائدنا آنذاك في الصحف الخليجية الدور والسبب الرئيس في معرفتنا وصداقتنا التي لم تنقطع حتى عندما استقر في الجبيل لوجود عمله هناك. نعم كنا على اتصال دائم ولقاء بين حين وآخر، وكلانا حريصان على وشائج الأخوة والود والمحبة بيننا، مشرف الإنسان لا يمكن الوفاء بحقه في هذه العجالة، له إنسانية قل نظيرها في جمالها وروعتها وله أخلاق وصفات يندر مثيلها، أما مشرف المثقف والشاعر فلا يخفى على زملاء الحرف في الساحة الثقافية والشعبية وأيضا مشاركاته الشعرية والنثرية في جل الصحف السعودية والخليجية ويعتبر من شعراء التجديد الذين ساهموا في تطوير القصيدة الشعبية ويتمتع بعلاقات ممتازة مع الجميع، مشرف رحل عن دنيانا بصمت ولم يبق لنا غير الدعاء له بالرحمة والمغفرة. إنا لله وإنا إليه راجعون.