لم أكن أعلم عن وفاة الشاعر والصحافي المعروف الأخ الأستاذ عبدالغني قستي - رحمه الله - الاّ من خلال قراءتي للكلمة المعبرة التي كتبها أخي وصديقي الأستاذ فوزي خياط الكاتب والصحافي المعروف رئيس تحرير هذه الجريدة السابق في عموده ليوم الاثنين الفارط والتي تجلت بالوفاء وصدق الاخاء عن حياة الفقيد وما قدمه لأمته ووطنه من جهود إذا ذكرت شكرت. | فجزى الله أخي فوزي خياط خير الجزاء على ما يتمتع به من نبلٍ ووفاءٍ ولفتات إنسانية نحو اصدقائه ومحبيه ورفاق دربه. | عرفت الراحل في مكةالمكرمة في مرحلة الشباب التي أمضيت شطرا منها في مكةالمكرمة دارساً ثم كاتباً في صحفها كالندوة ومجلة قريش وجريدة البلاد أثناء مسؤوليته فيها .. وكثيراً ما كانت تجمعنا به لقاءات أخوية منها ما كان في جدة ومنها ما كان في مكةالمكرمة .. وكنت من المعجبين باخلاقه وتواضعه وحسن تعامله وبالابتسامة التي لا تفارق محياه مع كل من يتعامل معه من زملاء الحرف والأصدقاء وعنايته الفائقة بتشجيع وتوجيه الجيل الواعد من رواد الشعر والصحافة .. وكنت أتابع بتقدير ابداعاته الثقافية والشعرية التي تنشر في الصحف والمجلات وتستهويني أفكاره وخاصة الشعرية منها. | وقد ترجم له الأخ الأستاذ أحمد سعيد بن سِلْم في موسوعة (الأدباء والكتاب السعوديين) خلال (60) عاماً من 1350-1410 الصادرة عن نادي المدينةالمنورة الأدبي عام 1413-1992م ص(101) القسم الثالث مشيراً أن من اصداراته (أحزان قلب) ديوان شعر طبع في دار الكشاف ببيروت عام 1374ه في (48) صفحة. | ولخلو مكتبتي من ديوانه وشعره المتناثر فقد حاولت الاستعانة ببعض أصدقائي من رواد التقنية والانترنت ومراكز المعلومات فيها لإمدادي ببعض قصائده أو نسخة من ديوانه ولو تصويراً .. ولأن صدور ديوانه ونشر شعره كان في فترة ما قبل ظهور التقنية الحديثة بالنسبة للحاسوبات وتخزين المعلومات وتعدد المتخصصين فيها .. لم يعثر على شيء من نتاجه فيها. غير أن الزميل الأستاذ خلف سرحان القرشي المعني بالثقافة والابداع والترجمة هاتفني أخيراً بحصوله على قراءة أدبية للأخ الناقد الصديق ورفيق الدرب الشاعر الأستاذ سعد عبدالله الحميدين المشرف على الملحق الثقافي لجريدة الرياض حالياً نشرها عن شعر الشاعر في ثقافة يوم الخميس 29/6/1429ه وفي ثناياها قصيدة جميلة للراحل (القستي) لعلها هي التي وسم بها ديوانه (أحزان قلب) أختم بها هذه العجالة كنص من نصوصه الابداعية التي تحمل أكثر من معنى وأكثر من معاناة .. تذكرنا بجميل شعره وعذوبته ورهافة أحاسيسه ووجدانياته. (أحزان قلب) سلوا الليل عن قلبٍ تطاول مسراه أضل طريق الحب أم ضاع مثواه؟! سلوا عنه أطياف الخيال لعلها أصاخت إلى الأسحار تحمل نجواه؟! سلوا عنه رعشات النجوم لعلها تحسَّست الأحزان تغمر شكواه؟! سلوا عنه أنفاس الزهور لعلها على ربوة الإلهام مسَّت حناياه؟! سلوا عنه أضواء الصباح فربما أفاضت عليه النور يمسح بلواه؟! سلوا عنه أنسام الحياة فانها قد احتضنت لحن الضياع بدنياه؟! سلوا كل قلب مزقته يد الجوى فإن فؤادي مزقته رزاياه؟! رويدك يابن الأرض فالحب إن سما ترفع عن ذل التراب جناحاه؟! وطاف باجواز الفضاء محلقاً فهل صنته عما يدنس معناه؟! ||||||| رحم الله الشاعر الصحافي الإنسان (عبدالغني قستي) فقد كان رائعاً في علمه وخلقه وتعامله واخلاصه .. ودوداً مع من يعرفه ومن لا يعرفه وصورة حسنه للإنسانية بأجلى صورها .. وأسكنه فسيح جناته والهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).