أربعة جدود فقط يفصلون الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، الذي تبوأ أمس بإرادة ملكية حقيبة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب. يتكئ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على تاريخ كبير من العمل في مجالات مختلفة شغل مناصب عدة في إدارة التفتيش لإدارة البحوث في رئاسة هيئة كبار العلماء، ومديرها العام مكلفا ثم مستشارا خاصا لأمير منطقة الرياض، كما عمل مساعد أمين ثاني عام لهيئة كبار العلماء قبل إحالته إلى التقاعد عام 1422ه. أنجز آل الشيخ الحاصل على درجة البكالوريوس في تخصص الشريعة الإسلامية قبل 40 عاماً واحداً من أهم الأبحاث أطر فيه ضوابط عمل المرأة وبطريقة علمية وشرعية أصيلة خلص من خلاله إلى جواز عمل المرأة في الأسواق وفق ضوابط، ومن أبرز ما جاء في البحث الرصين «عمل المرأة مباح إلا عملا محرماً لذاته أو مكانه، أما العمل المختلط اختلاطاً بريئاً عارضاً لا ريبة فيه ولا يتحقق وقوع الفساد فيه، مثل أن تعمل المرأة محاسبة في الأسواق الكبيرة التي يرتادها من الناس الكثير، كما أن هذه الأسواق تحت رقابة ومتابعة ذاتية مستمرة بالأجهزة المرئية المسجلة، وتحت رقابة الدولة وفقها الله تعالى من قبل الجهات الحكومية المخولة مثل هيئات الحسبة ووزارة العمل وغيرها». استشهد رئيس الهيئة الجديد في بحثه بنساء عملن ميدانياً منذ عهد النبوة ومنهن «خديجة بنت خويلد، قيلة أم بني أنمار، الشفاء بنت عبدالله العدوية، سمراء بنت نهيك، الربيع بنت معوذ بن عفراء، وأم عمارة الأنصارية». ويعد الرئيس الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خبيرا في الشؤون الإسلامية، ومرجعاً وثيقاً حيث نال درجة البكالوريوس من كلية الشريعة في الرياض في العام 1393 1394ه، كما نال درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء في تخصص الفقه المقارن في الفترة من العام 1403 إلى 1404ه، بتقدير جيد جدا، وشهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مع مرتبة الشرف، إذ أوصي بطباعة رسالته، وتبادلها مع الجامعات العالمية في العام 1417ه. الدكتور عبداللطيف آل الشيخ صنف في بحثه عمل المرأة محاسبة «كاشير» في الأسواق التجارية الكبيرة التي يرتادها في اليوم الآلاف من الرجال والنساء إلى ثلاث حالات، الأولى أن تكون المرأة محتاجة للعمل لكسب رزقها ولسد حاجتها أو حاجة والديها أو أسرتها وليس لديها خيار آخر أو بديل يسد حاجتها وهي ملتزمة بالضوابط الشرعية، الثانية إذا كانت المرأة ملتزمة بالضوابط الشرعية آنفة الذكر ولم تجد عملا غير هذا العمل من غير حاجة ولديها ما يغنيها ويدفع الحاجة عنها، فإن ممارستها لهذا العمل لا يخرج الحكم عن إطار الكراهة ومن ترك شيئاً لله عوضه الله بخير، فيما حدد الحالة الثالثة إذا كانت راغبة العمل في هذه المهنة غير قادرة على الالتزام بالضوابط الشرعية أو معروفة بذلك فإن عملها بالأسواق يعتبر محرماً، ومن يمكنها من العمل آثم ويحرم عليه ذلك، مؤكداً على الحالة الثالثة بأن أفضل عمل تقوم به المرأة ويناسب طبيعتها أن تقر في بيتها وتقوم بشؤون زوجها وأولادها، ولا يكون العمل خارج البيت إلا لحاجة لها أو حاجة ملحة لمجتمعها. أصدر آل الشيخ عدداً من المؤلفات، أبرزها كتاب بعنوان خصوم الدعوة في العهد المدني ومظاهرها في العصر الحاضر، وكتاب فقهي بعنوان: الحيازة والتقادم في الفقه الإسلامي مع مقارنة بالقانون الوضعي، وبحث تحت عنوان: الشرط في الفقه الإسلامي، إضافة إلى جملة بحوث فقهية. والرئيس الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عضو مؤسس في بعض الجمعيات الخيرية، مثل جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، والجمعية الخيرية لمكافحة التدخين، للشيخ عبداللطيف آل الشيخ أربعة أبناء هم عبدالله، خالد، سلطان، محمد.