كان من المفروض أن يكون هناك التفاف من أعضاء شرف الاتحاد مع إدارة الجهني في مناخ تسوده الشفافية والمودة ومحاولة جادة من أصحاب الشأن بالتعاون وإيجاد المقترحات المناسبة في ظل هذه الظروف الصعبة، ولا أعتقد بأن الوقت مناسب حاليا عندما طالب البعض باستقالة رئيس مجلس الإدارة أو تسريح بعض نجوم النمور، ولكن بيت العميد في حاجة ماسة إلى وقفة صادقة حتى يمر الفريق من هذه الأزمة، ونحن ندرك بأن اللواء محمد بن داخل عندما استلم هذا الموروث كان مطلوبا منه عمل خطة وهيكلة ولكنه لم يسعفه الوقت لأن المسابقات المحلية والآسيوية كانت متتالية. ومن حق الشارع الرياضي الاتحادي بأن يعبر عن انزعاجه الشديد خاصة أن ترتيب الاتحاد في دوري زين في خانة الوسط والدلائل تشير بأن معنويات اللاعبين محبطة، وشعورهم بأنهم لم يقدموا ما يشفع لهم، والخروج من هذه الحالة غير المرضية قد يكون بالتعاون الجماعي واختيار عناصر مميزة من المحترفين سواء من الداخل أو الخارج، وأن اختفاء محمد نور بسبب الإصابة أوجد نوعا من الفراغ كون الفريق بحاجة إلى نجم قيادي يمسك بزمام الأمور داخل الملعب والكل يعرف مدى الثقل والمكانة والعلامة البارزة لأبي نوران في هذا المجال، وبالتأكيد فإن إدارة الجهني في وضع لا يحسد عليه، والكل كان يعول على مساندة من أعضاء الشرف المهمين والفعالين في هذه الظروف والتي لم يشهد العميد مثل هذه الابتعادات من محبيه أصحاب الرأي السديد والفكر الناضج. ومن الواجب عدم ترك الأوضاع على حالها وهذا هو الوقت المناسب للتعاون الجماعي، وكان قد تولى الجهني هذه المسؤولية بناء على حصوله على ترشيحات وأصوات الغالبية العظمى من أعضاء الشرف، وإذا استمر الحال على هذه الشاكلة فإن النتيجة سوف تكون سلبية، وعلى الكل الاستفادة من تجربة الأندية التي استطاعت أن تسيطر على زمام الأمور مع الأخذ بعين الاعتبار تهيئة الاستقرار الفني والإداري، إضافة إلى أن هناك مستجدات داخل النادي كشفت أن هناك ابتعادا بين اللاعبين من جهة والإدارة من الجهة الأخرى، وحبذا لو كانت هناك استراتيجية فعالة وتم تصحيح الأوضاع واحتواؤها بحيث تكون الإدارة واللاعبون والجهاز الفني في وضع متكامل وفي مركب واحد متماسك لمواجهة التيارات والرياح والأمواج العاتية، وهناك عمل كبير مطلوب إنجازه إن حسنت النوايا، وكان الكل يتطلع بأن هذه الإرهاصات كانت واضحة ومعروفة ومن الممكن تداركها، وكما يبدو أن هناك أشياء خلف الكواليس تحاك بطريقة غير واضحة والمتضرر في الأخير العميد وبالذات الجمهور الذي أرهقته المشاكل ولم ير أي بوادر أمل في محاولة حلها وعدم الاعتماد على المسكنات المؤقتة .. والله الموفق. قطفة: ليس المهم عمق المأزق.. ولكن القدرة على النهوض من الكبوة. [email protected]