شبان في عسير، تعددت مواهبهم وهواياتهم، يقضون فيها أوقات فراغهم وربما تحولت الهواية لدى بعضهم إلى مهنة ووظيفة. عشقوا الرسم والفن التشكيلي، والتصوير الفوتغرافي، الصيد، وامتزجوا حتى مع مجالات الهندسة والميكانيكا والكهرباء. هنا عدد منهم، يتحدثون عن هواياتهم، والمعوقات التي تواجههم: افتقاد الدعم الفنان التشكيلي محمد علي محمد الشراحيلي يعد واحدا من رواد الفن التشكيلي في قرية المفتاحة التشكيلية في أبها، هذه القرية التي عدها مرسما له يقضي بين جنباتها معظم وقته في رسم اللوحات التشكيلية مرافقا للألوان والريشة، تنامت في وجدانه هذه الهواية منذ مراحل دراسته المبكرة في المرحلة الابتدائية. شارك الشراحيلي في العديد من المعارض الداخلية والدولية وافتتح عددا من المعارض الخاصة به، جسد فيها وبفرشاته وألوانه العديد من المناسبات الوطنية، وشارك في العديد من الأنشطة والفعاليات السياحية في المنطقة وهو من مواليد محافظة خميس مشيط 1390ه. يقول شراحيلي «ما زلنا في قرية المفتاحة نفتقد الدعم والاهتمام من ناحية تخصيص مرسم خاص لكل فنان يرتاد القرية خصوصا دائمي الارتياد لها، هذا المرسم الخاص يتيح لكل فنان استقبال محبيه والباحثين عن اللوحات الفنية التشكيلية، إضافة إلى أننا نفتقد التقدير في المنطقة من أغلب فئات المجتمع وحتى من الجهات الحكومية من ناحية إبراز دول الفنان التشكيلي العسيري ودعمه وتشجيعه». وللفنان الشراحيلي العديد من المشاركات وهو من ضمن الفنانين الستة الذين بادروا إلى تجميل وتزيين منشأة أرامكو في عسير، وله مقتنيات من أعماله الخاصة في الدوائر الحكومية والشركات الخاصة، إضافة إلى عدد كبير من الأعمال في عدد من المرافق العامة في التجميل ورسم اللوحات على واجهات المناطق السياحية، ومشاركته في عدد كبير جدا من المعارض في عسير أو في المناطق الأخرى ناهيك عن المشاركات الدولية. تفعيل دور التشكيليين كذلك الفنان التشكيلي إبراهيم فايع الألمعي، الذي يعد أيضا من رواد قرية المفتاحة التشكيلية ومن فناني المنطقة الذين يعشقون الفن التشكيلي والفوتوغرافي في آن واحد، إذ جمع بين الهواية والوظيفة فهو يعمل في القطاع الحكومي كمصور فوتوغرافي ومحترف لفن التصوير الفوتوغرافي، وله العديد من المشاركات الإبداعية في مجال التصوير، يهوى الطبيعة في التقاط الصور الفوتوغرافية المميزة لمختلف الأجواء والتضاريس في المنطقة من سحب الضباب إلى الثلوج في قمم الجبال إلى الغابات الخضراء في جبال عسير وصولا إلى أنهار وسهول وسواحل عسير، التي دائما ما يوثقها بعدسته التي لاتفارقه وهي رفيقته الدائمة بالإضافة إلى الفرشاة. أضف إلى ذلك يتحدث الألمعي «أنا مهووس بالفن التشكيلي والرسم، واتخذ من قرية المفتاحة التشكيلية مرسما أقضي فيه أوقات فراغي خارج نطاق عملي كل يوم، وصديقتي هي الفرشاة والألوان التي أرسم بها جماليات الطبيعة الخلابة في المنطقة، أعبر بها بلغة الفرشاة واللون عن مشاعري تجاه أية مناسبة». وأشار الألمعي إلى عدد من المعوقات التي يواجهها الفنانون في المنطقة قائلا «من أبرزها عدم وجود المكان المناسب والمستقل في القرية في المفتاحة، ناهيك عن عدم لمسنا لأي اهتمام بالفنانين التشكيليين وتنشيط دورهم الهام الذي يقدمونه لمجتمع المنطقة». قتل المواهب والفنان التشكيلي ملفي عبدالله الشهري، وهو من مواليد 1398ه في محافظة النماص ويعمل في السلك التعليمي، استهوته أيضا ومنذ نعومة أظفاره طبيعة المنطقة بألوانها الساحرة خصوصا في محافظته التي ترعرع فيها كما يقول، واصفا «جمال الخضرة والمناظر الخلابة للجبال، وسيلان الأنهار والينابيع في هذه المحافظة ما جعلني أتجه إلى رسم الطبيعة ومحاكاتها، فأصبحت أقطع يوميا مشواري إلى مرسمي في قرية المفتاحة لهذا الهدف». ويشير الشهري إلى أبرز المعوقات التي واجهته في مجال هوايته قائلا «نعاني كفنانين من ندرة الرعاة للفن التشكيلي، كما أن نظرة المجتمع ما تزال قاصرة تجاه مواهبنا»، وانتقد الشهري ما أسماه ب «قتل المواهب الناشئة في بداياتها»، سألناه عن ما يرمي إليه بذلك، قال «المشكلة تبدأ من المدرسة ومن معلم مادة التربية الفنية، خصوصا عندما لايفقه المعلم أبجديات الفن وأساسيات الرسم من حيث الخط واللون». الصيد والميكانيكا وشابان آخران كانا بعيدين عن الفن التشكيلي، أحدهما خالد محمد الأحمري الذي أفادنا «أعشق السفر والسياحة والتنزه في الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدن وزحامها، أقطع القفار والسهول والأودية وأهوى مهنة القنص». وعن ما يصطاده قال خالد «أتجول في البراري والجبال بحثا عن صيد الوبران وطيور السمان والحبارى وأنواع الطيور النادرة من الصقور والببغاء وطيور الزينة، وأقضي الإجازات الأسبوعية والطويلة مع الأصدقاء في رحلات صيد ومتعة». كذلك الشاب فيصل عبدالله محمد، وهو ذو هواية مختلفة، حيث يهوى الميكانيكا وإصلاح السيارات «أجد متعتي وهوايتي في إصلاح محركات المركبات وأبحث في طريقة عملها، وتخصصت لذلك أثناء دراستي في الهندسة الكهربائية التي سأتخذها كمهنة وجدت نفسي فيها، وما زلت أمارس إصلاح أعطال مركبتي الخاصة بنفسي ومركبات الآخرين الذين أصادفهم أحيانا متعطلين على الطرقات، وأكتسب العديد من المهارات والأسرار في هذه المهنة».