أتابع ما تتناوله الصحف المحلية من أخبار وتعليقات عن الشأن العام أو ما يمس أجهزتنا الرسمية أو ما يقع من حوادث أو جوانب قصور ما في أي مرفق فأراها جميعا تحمل صفة المبالغة وكأننا من كون آخر لا يرى إلا السلبيات، فنبالغ في تضخيمها ونتناسى أية إيجابيات تتحقق.. وهو أمر يدعو للأسف والعجب معا.. يدعو للأسف لأننا نبالغ في الطرح السلبي ودون أن نعرف أن الأمانة تقتضي أن نكون أمناء في النقد سلبا وإيجابا وأن واجب الحرص ينبغي في حالة إبراز السلبيات ألا ننسى الإيجابيات المتحققة، وأن ما من أمة وشعب ما يتحقق له كل شيء بشكل كامل، وأن من يعمل لا بد أن يخطئ وأن الناجح هو من يتعلم من أخطائه.. والعجب أننا نتناول طرح قضايانا بالمبالغة الزائدة.. التي تشعرنا وكأننا نحن فقط من يخطئ. إن بلادنا.. ونحن نحمل لها حبنا وولاءنا وعشقنا تحتاج منا أن نكون الأوفياء لها.. نشيد بما تحقق لها من منجزات وننشد لها المزيد من البناء والتنمية.. ولا نبالغ في الحديث عن كل خطأ يقع أو منجز يتعرض للنقص.. إننا جزء من هذا العالم المحيط وما يقع عندنا من حوادث وسلبيات يقع أمثاله وأكثر لدى غيرنا من الدول.. ولا أرى مبالغة الطرح مثلما أراه لدينا هنا. إن المواطنة الحقة الصادقة.. إذا كانت تفرض علينا الإخلاص في العطاء والبذل والعمل فردا وجماعة فإنها توجب علينا في الوقت ذاته أن نشير إلى الخطأ عند وقوعه وطرح المشكلة من كل جوانبها بصورة لا نبالغ فيها.. مراعين واجب الإشادة بما يجاورها من إيجابيات مشهودة. إنني لا أقلل من شأن النقد الإيجابي ولا أطالب بمبدأ المديح أو الإطراء فقط ولكن أتمنى أن نكون واقعيين في نقدنا موضوعيين في طرحنا وإيجابيين في تناولنا.. وفي كل زمان ومكان هناك عشرات الأخطاء لكن هناك المئات من الإيجابيات بين الخطأ والنجاح، فضيلة الصدق حين نتناولها سلبا وإيجابا فلا نبالغ في تضخيم المشكلة أو نسرف في نقدها ومدحها.. وأحسب أننا مدعوون جميعا إلى أن نحافظ على وطننا وعقيدتنا ونسعى إلى رفعة شأنهما على الدوام. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 163 مسافة ثم الرسالة