استغرب الدكتور رشود الخريف الأكاديمي بجامعة الملك سعود عدم تعرّض مسلسل «طاش ما طاش» لدراسة علمية جادة من قبل جهات علمية كالجامعات أو من قبل طلاب الدراسات العليا في رسائلهم العلمية، من أجل تقييم موضوعيته في الطرح، وحجم تأثير هذا المسلسل -سلبًا أو إيجابًا- في المجتمع أو في بعض فئاته. واشار الدكتور الخريف إلى أن مسلسل «طاش ما طاش» ليس وثائقيًا ولكنه يعكس بعض الجوانب الاجتماعية فيه، ويعطي صورة سلبية أحيانًا وإيجابية أحيانًا أخرى، وأصبح هذا المسلسل مثار جدل في كل عام، وتُوجه له الاتهامات -صغيرة وكبيرة- لبعض حلقاته أو لرموزه، وتنطلق معظم الانتقادات من شعور البعض أنه يشوّه المجتمع أو بعض فئاته ويعطي انطباعًا سيئًا عن المجتمع السعودي لدى الآخرين، وقد تحتوي بعض الحلقات على نقد لاذع لفئات معينة أو مبالغة وتضخيم لبعض السلوكيات الاجتماعية أو إثارة لقضايا ليست كبيرة لدرجة تستحق الاستنفار، ولكن نجد عنصر التشويق وروح المفاجأة والخروج عن المألوف وتحدي بعض العادات وإحراج المشاهد بدرجة معقولة، كلها أمور مهمة لبرنامج كهذا، كي يكون جذابًا ومؤثرًا، بل ومفيدًا في الوقت نفسه. واعتبر الدكتور الخريف أن مسلسل «طاش ما طاش» أثبت أن له جماهيرية كبيرة، وقد صمد لعقدين من الزمن، على العكس من المسلسلات الرمضانية الأخرى التي لم تستطع الاستمرار أكثر من موسم واحد، ولم تحظ باهتمام واسع سواء من المشاهدين أو المحطات الفضائية، ومع المبالغة التي يقدمها «طاش» في إبراز بعض القضايا أو السلوكيات، إلا أن أنه يُواجه حساسية مفرطة ويُنظر إليه نظرة ضيقة ترفض الاختلاف في وجهات النظر، ومن هنا فإنه يجب ألا نقوم بمهاجمة كل من يطرح فكرة جديدة وليس عيبًا أن نتحمل النقد ونسمح بطرح الأفكار ونشجع على نقدها بموضوعية دون السعي لقولبة التفكير ومهاجمة الأفكار الجديدة.