كشفت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى في القاهرة ل «عكاظ» أن تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة الأزمة السورية ينطوي على نظرة تشاؤمية بحتة حيال الأوضاع في سورية. وأفصحت المصادر التي اطلعت على بعض بنود التقرير الذي يرصد الأوضاع في المدن التي زارتها بعثة المراقبين، أن التقرير يؤكد علة صعوبة التحقق من مصادر إطلاق النار وإن رجح مصدره من جانب نظام الحكم والقوات الموالية له، وخاصة عناصر الشبيحة التي يعتمد عليها النظام في تصفية مناوئيه. ويحذر تقرير الفريق محمد مصطفى الدابي «رئيس بعثة المراقبين» مما وصفه بمستقبل خطير يتهدد سورية يمكن أن يقودها إلى الهاوية من جراء الإصرار على الاستمرار في استخدام لغة القتل والتعامل بالرصاصات الحية، دون أي استعداد للحوار السياسي ووقف استخدام القوة. ويرى الفريق الدابي في تقريره الأولي إلى اللجنة الوزارية العربية، أن نجاح مهمة المراقبين في ضبط الأوضاع في سورية مرهون بالتعاون الكامل والشفاف من الجانبين على حد سواء، وخاصة الحكومة، إذ يتطلب ذلك الإعلان الجدي عن الوقف التام لكل أشكال العنف. ويقترح في هذا الصدد أن تكون المبادرة من جانب الحكومة لفترة محددة كدليل حسن نية، وأن تخطو خطوات جادة للتأكيد على هذا التوجه بسحب كل وحداتها وقواتها من داخل المدن والأحياء السكنية لتوفير مناخ من الثقة، من شأنه أن يشجع الطرف الآخر على سلك نفس الاتجاه، وباعتباره الأساس لنجاح أي جهود تستهدف الحوار والتوصل إلى حل سياسي للأزمة في نطاقها العربي. وينفي تقرير الدابي كل الادعاءات التي تعرضت لها بعثة المراقبين من تقليل من شأن الأوضاع التي تشهدها المدن السورية وخاصة حمص، لافتا إلى الصعوبات التي تواجه البعثة في أدائها لمهمتها من جراء شيوع مصادر إطلاق الرصاصات الحية، وحرص كل فريق على تحميل الطرف الآخر المسؤولية الكاملة عن استمرار الوضع الراهن.