منذ إلغاء قرار دمج الدوريات والشرطة تحت مسمى الأمن الشامل، وعودة كل إدارة إلى مظلتها المنفصلة، أصبح مركز مرور صمخ في محافظة بيشة في عداد المفقودين لعدم افتتاحه، رغم كثرة الحوادث التي تقع على الطريق المطل عليه والذي يعد مسلكا للعابرين من وإلى خميس مشيط. ويشهد الطريق بشكل يومي العديد من الحوادث المأساوية، تذهب ضحيتها أرواح بريئة ذنبها الوحيد محاولة عبور المنحنيات والمنعطفات التي تفاجئ عابري الطريق الذي يفتقر للوحات الإرشادية، وعدم وعي قائدي المركبات بأنظمة المرور، وإلغاء مهام المرور الذي كان متواجدا لسنوات طويلة ثم اختفى لأسباب يجهلها المجتمع رغم الحاجة الماسة لوجوده. ويطالب أهالي صمخ الإدارة العامة للمرور بسرعة إعادة افتتاح المرور في مركزهم لمباشرة الحوادث المرورية والحد منها. ويوضح محمد عبيد الحويل من أهالي مركز صمخ، أن طريق بيشةخميس مشيط يخترق مركز صمخ وقراه بمسافة تتجاوز 40 كيلو مترا، كونه قد شق أملاكهم الزراعية والسكنية مما يضطرهم العبور صباح مساء بين ضفتي الطريق، وهو ما أوقع الكثير من حوادث الدهس. ويقول محمد الحويل إن تواجد مركز مرور صمخ كان واحدا من عوامل كبح المزيد من الحوادث، إلا أن دمجه إبان الأمن الشامل أعاد مجازر الطريق، مضيفا «استبشر الأهالي بعودة المرور مع إعادة هيكلة الأمن، إلا أن شيئا لم يحدث في الوقت الذي شهد الطريق زحاما شديدا وتجاوزا للسرعة في ظل غياب الدوريات الأمنية والمرورية وأمن الطرق ومشروع ساهر». من جهته، بين المواطن عبدالله ظافر الشهراني أن مركز مرور صمخ تم إنشاؤه منذ أكثر من 25 عاما، وتم دمجه في الأمن الشامل قبل أكثر من 15 عاما، عندما ألغيت إدارات المرور ودمجها في الأمن الشامل، وعندما أعيد تنظيم الأمن العام وإلغاء تنظيم الأمن الشامل لم يعد المركز إلى ما كان عليه سابقا. وأشار الشهراني إلى أن المركز له مساهمات كثيرة في ضبط حركة السير على هذا الطريق والتخفيف من كثرة الحوادث التي تعد بالعشرات سنويا، موضحا أن الأهالي لديهم مطالبات متكررة لدى إدارة مرور عسير بإعادة المركز إلى ما كان عليه سابقا وإلى الآن لم ير النور. وطالب الشهراني المسؤولين بإعادة هذا المركز ورفعه من مركز إلى شعبة لخدمة الطريق والأهالي، لبعد المسافة عن الإدارة العامة في بيشة. واستغرب المواطن عبدالله سعد عويد من أهالي صمخ عدم إعادة تشكيل المرور في صمخ رغم وجود اللوحات الإرشادية المكتوب عليها مرور صمخ، وكذلك مقر المرور المغلق، إضافة إلى مقر حجز السيارات. وأوضح مدير مرور منطقة عسير العميد سعيد بن مزهر أن الإدارة العامة للمرور مهتمة بإعادة مراكز المرور السابقة، ولها الأولوية في الإعادة من فتح نقاط مرور جديدة، مبينا أن الأولوية لإعادة نشاط المرور هي المحافظات ثم المراكز. وقال العميد سعيد بن مزهر إن مركز مرور صمخ مدرج ضمن خطة الإدارة العامة للمرور لإعادته كما كان عليه سابقا. من جهته، كشف ل«عكاظ» مدير المرور في محافظة بيشة العقيد ظافر بن سعيد القرني عن وقوع 131 حادثا مروريا على طريق بيشةخميس مشيط في الأعوام الثلاثة الماضية، مبينا أنه نتج عن الحوادث وفاة 114 شخصا، وإصابة 247 آخرين. فيما أكد ل«عكاظ» رئيس مركز صمخ مسفر القحطاني حاجة المركز الماسة إلى إعادة نشاط المرور في صمخ بسبب كثرة الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق العام الذي يخترق المركز. وأشار مسفر القحطاني إلى أنه تم مخاطبة إدارة مرور عسير عدة مرات بسرعة إعادة فتح مركز المرور.