قبل سنوات قليلة أطلق الأمير خالد الفيصل مبادرته الشهيرة «لم لا نكون ضمن دول العالم الأول». هذا الفارس لم يطلقها كفلاش أضاء ثم خبا كما اعتقد البعض حينها. بل قالها وهو متسلح بالإرادة والإصرار المستمد من ولي الأمر، وها نحن نرى الضوء من بعيد، وسيأتي إلينا إن شاء الله ما دامت الثقة في الله ثم في أنفسنا موجودة. فلنسأل أنفسنا، ماذا ينقصنا؟.. فلدينا رغبة ولي الأمر الصادقة في البناء والانطلاق. لدينا الأنظمة، لدينا المال والميزانيات المليارية المعتمدة من الدولة، لدينا العقول المبدعة.. لدينا الشباب المؤهل.. لدينا جميعاً الطموح والرغبة أن نرى بلادنا في مصاف الأمم المتقدمة. ما نحتاجه هو الثقة بالنفس والإرادة في التغيير. لنبدأ بالممكن تحقيقه ونحققه. فليس المقصود الوصول لمصاف دول العالم الأول أن يتم دفعة واحدة في كل المجالات. لنبدأ بالممكن من المجالات. لنبدأ بإصلاح شوارعنا المحفرة ومن ثم وضع علامات الطرق مثل أسهم الاتجاهات وخطوط المسارات ومناطق عبور المشاة وغيرها. لنبدأ بإصلاح الأرصفة المحطمة ودهانها. لنبدأ بإزاحة السيارات الخربة، لنبدأ بزراعة حدائق المدن ونداوم على صيانتها، لنبدأ بنظافة شواطئنا. لنبدأ أيها الإخوة بالعمل في كل ما هو جاهز بين أيدينا للتنفيذ. هناك العشرات بل المئات مما يمكن البدء به. وسترون أنه وخلال سنوات قليلة أننا حققنا خطوات مدهشة نحو الهدف. هذه النتائج ستعزز ثقتنا بأنفسنا. وعندها سترون إن شاء الله التسارع في الإنجاز، فقط يجب أن نضع في اعتبارنا أن لا نعود إلى الوراء وأن ما تم إنجازه يجب أن يحافظ عليه والاستمرار في صيانته. سأعطيكم مثالا رأيته الأسبوع الفائت في قناتنا الرياضية. والتي أكاد أجزم إن لم يكن كلنا فمعظمنا كان يتذمر من طريقة نقل مباريات كرة القدم عندنا، مقارنة بتلك التي نشاهدها في الدول المتقدمة. فالتصوير عندنا كان ضائعا والإخراج في واد والمباراة في واد آخر. وكلنا كنا نتحسر على هذا الوضع. ولكن في الأسبوع الفائت رأيت ما أدهشني في النقل التلفزيوني لمباراة الهلال والاتحاد، روعة التصوير والإخراج واللقطات والمعلومات والرسومات على الشاشة. سألت نفسي هل هذه المباراة منقولة من ملعب أوروبي؟.. ما رأيت كل ذلك إلا في نقل المباريات العالمية. سألت بعض الإخوة عن ماذا حصل وخلال فترة قصيرة انتقلنا من النقل التلفزيوني المتخلف لمبارياتنا إلى العالمية، فكان الجواب أن إرادة التغيير حصلت فرأينا الإبداع وما يسر النفس حصل. هذا مثال حي أمامنا لو لم يبدأ تلفزيوننا لما رأينا هذا العمل الرائع. أعجبتني عبارة رائعة قالها مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق في أحد كتبه وهي «من العقل أن ترفض البقاء متخلفاً وأنت تستطيع أن تنهض». * مهندس استشاري [email protected]