انتقلت أزمة نقص الأسمنت إلى نجران، وتقاذف فرع وزارة التجارة في نجران وشركة أسمنت نجران المسؤولية حول سبب حدوث الأزمة في منطقة نجران من النقص الشديد في الاسمنت منذ أكثر من أربعة أيام حيث أصبحت منطقة نجران ومحافظاتها تعاني من شح الاسمنت دون وجود أي مبررات في ظل وجود مصنع شركة اسمنت نجران الذي لم يوفر كميات الاسمنت للموزعين بالمنطقة . وتصاعدت شكاوى الموزعين والمقاولين إلى فرع وزارة التجارة بالمنطقة لسرعة التدخل لإيجاد حلول عاجلة في توفير الأسمنت لاستكمال مشاريع المنطقة التي تعطلت بسبب مصنع شركة اسمنت نجران، الذي لم يوفر الكميات المطلوبة للمشاريع المنفذة بالمنطقة . «عكاظ» تجولت أمس ورصدت بالصور خلو شاحنات الموزعين من حمولة أكياس الأسمنت، وذكر أحد الموزعين ل «عكاظ» بأن سبب أزمة الاسمنت وافتقار المنطقة الكميات المطلوبة يعود لمصنع اسمنت نجران الذي يحتجز شاحنات الموزعين داخل مصنع سلطانة 250 كلم شرق مدينة نجران أكثر من أربعة أيام دون تحميلها مما أدى الى أزمة فعلية لعدم وجود كميات متوفرة داخل المصنع، مشيرا إلى أن إدارة مصنع شركة اسمنت نجران رفضت بشدة السماح لموزعي مدينة نجران من التحميل من مطاحن عاكفة والتي تبعد عنهم اقل من 70 كلم بدلا من إجبارهم الى الذهاب الى مصنع سلطانة الذي يبعد عنهم 250 كلم . وتحدث ل «عكاظ» كل من المواطنين نايف عبدالله ، وعلي اليامي، ويحيى خمسان بأنهم خلال الأيام الماضية بحثوا عن أكياس الاسمنت بالمنطقة فلم يجدوا الكميات المطلوبة، متسائلين لماذا تعاني المنطقة من قلة الأسمنت رغم وجود مصنع شركة اسمنت نجران الذي أصبح يركز في توزيع كميات الأسمنت على المناطق المجاورة دون أن يوفر الكميات اللازمة لاحتياجات المنطقة ومشاريعها، مكتفياً بالقول إن مصنع شركة الأسمنت مثل وادي مور الذي يسقي لغير أهله. مدير فرع وزارة التجارة والصناعة في منطقة نجران صالح مصلح آل عباس أكد ل «عكاظ» عبر الهاتف أن منطقة نجران تعاني من نقص في مادة الأسمنت، مشيراً إلى أنه خاطب شركة اسمنت نجران لمعالجة الموضوع وحثها على سرعة توفير الأسمنت داخل الأسواق . من جهة ثانية واجهت «عكاظ» الرئيس التنفيذي لشركة أسمنت نجران الدكتور أحمد زقيل لمعرفة الأسباب الكامنة وراء أزمة الأسمنت في المنطقة، فأبدى استغرابه من وجود أزمة أسمنت في المنطقة، متسائلاً أين يذهب أسمنت نجران؟ وحمل فرع وزارة التجارة بالمنطقة مسؤولية مراقبة الموزعين بعد استلام كميات الأسمنت من المصنع لمعرفة أين تذهب . وقال الدكتور زقيل بأن التسليمات المخصصة لمنطقة نجران لم تنخفض بل في زيادة ولكن بمجرد أن تخرج الشاحنات من باب مصنع الشركة لا نعلم أين تتجه، وهذه ليست مسؤولية شركة اسمنت نجران ، مؤكداً ل «عكاظ» أن يوم الاثنين الماضي خرجت 35 شاحنة محملة بأكياس الأسمنت لمنطقة نجران ولم نعرف أين ذهبت تلك الشاحنات ولم تقف في ساحات البيع، متسائلاً هل يعقل أن شركة أسمنت نجران تراقب الشاحنات أين تذهب أم مسؤولية وزارة التجارة ؟ مشدداً بأن على فرع وزارة التجارة بالمنطقة مراقبة الموزعين وتكليف المراقبين بمراقبتهم بعد خروجهم من مصنع الشركة أين يذهبون بحمولات أكياس الاسمنت إلى منطقة نجران أم إلى منطقة أخرى. وبين الدكتور زقيل أن كميات نجران من الأسمنت أكثر 3500 طن، فأين تذهب هذه الكميات بعد توزيعها على الموزعين، مؤكداً أن شركة أسمنت نجران بادرت قبل أن تتلقى مخاطبة فرع وزارة التجارة بنجران، حيث عقدنا اجتماعا مع الموزعين لوضع الآلية التي تضمن الأولوية وتضمن كميات المنطقة، وسوف يبدأ تنفيذها خلال أيام، مؤكداً أن الشركة أوضحت موقفها من هذه الأزمة لإمارة المنطقة وفرع وزارة التجارة بنجران. وعن ضيق الموزعين لعدم السماح لهم من الشركة بتحميل شاحناتهم من مطاحن عاكفة القريبة من مدينة نجران، بدلاً من إجبارهم على مصنع سلطانة البعيد عنهم بمسافة 250 كلم، قال الدكتور زقيل إن هذا الإجراء يصب في المصلحة الاقتصادية والتجارية وحفاظاً على عملية التسويق وتسليم الكميات للعملاء .