«بقدر معرفتك بالنظام يكون نجاحك في العمل»، هذا ما يؤكده كاتب المعاريض يعقوب نتو الذي يقضي ساعات الدوام الرسمي على طاولته أمام مبنى الجوازات في مكةالمكرمة، يستقبل المراجعين ويخدمهم ويوجههم بالطرق الصحيحة لتخليص المعاملة. يقول نتو إن العمل في هذه المهنة يتطلب الإلمام الكامل بطبيعة المعاملات في إدارة الجوازات ومعرفة النظام من جميع جوانبه، وبطبيعة الحال يتطلب إجادة الطباعة على الآلة الكاتبة أو جهاز الحاسب الآلي. ويضيف أن عمل كتاب المعاريض يتلخص في تسهيل معاملات المراجعين مقابل مبالغ يصفها ب «الرمزية» مقارنة بالجهد التي يبذلونه وجلوسهم لساعات طويلة تحت أشعة الشمس. ويستعين المراجعون بهم في عمل الاستمارات الخاصة بالمعاملات وكتابتها وتعديل المعلومات والأسماء والمهن، خلافا لخدمة سداد الرسوم، كرسوم المخالفات المرورية ورسوم تجديد الإقامة والخروج والعودة والكفالات ورسوم الجوازات للسعوديين. ورغم إصرار كتاب المعاريض على مزاولة عملهم في هذا الموقع ومنهم من له في هذه المهنة أكثر من عشر سنوات، إلا أنهم ما زالوا يبحثون عن الاستقرار الوظيفي واعتماد عملهم رسميا وبتصاريح خاصة، خصوصا أنهم يعانون الأمرين مع الجهات الرسمية التي تصر على إبعادهم من أمام الإدارات الحكومية بحجة أن ليس لديهم تصريح بالعمل في هذه المهنة. ويؤكد الشاب حمدي الحسني الذي يزاول هذه المهنة منذ ثلاث سنوات أنه وزملاءه يواجهون عقبات تتمثل في رفض البلدية بقاءهم في هذه المواقع ومزاولة هذه المهنة، يقول «نتمنى أن يكون هناك تنظيم لكتاب المعاريض وإصدار تصاريح لهم تحميهم من الجهات المتربصة بهم». أما صالح محمد عبد الله فيتحدث عن ثلاثين عاما قضاها في كتابة المعاريض أمام الإدارات الحكومية قائلا «هذه المهنة قديمة جدا وكانت فائدتها كبيرة لمراجعي الدوائر الحكومية من حيث تبصيرهم بطبيعة النظام وتسهيل معاملاتهم، لكن الوضع تغير كثيرا عما كان عليه في السابق، وأصبحت المراجعة اليوم أكثر سهولة ومرونة وإن كانت الآلة الكاتبة هي المفضلة لدى الكثير من الممارسين لهذه المهنة لسهولة حملها وتحضيرها لكنها تتطلب دقة في التعامل». ويؤكد أنه ومن خلال هذا العمل يستطيع تأمين متطلبات العيش له ولأبنائه. فيما وجد الشاب مهند الحسني نفسه في هذا العمل رغم أن عمره المهني لا يتجاوز عشرة أشهر، يقول «وجدت فيها تحصيلا ماليا جيدا ولا ينقصني سوى الحصول على تصريح لممارسة العمل بشكل أفضل»، داعيا الشباب العاطلين عن العمل إلى الانخراط في هذه المهنة.