أعتقد ومعي الكثير من أبناء المجتمع أن ناقوس الخطر قد حان قرعه للتصدي لظاهرة المتاجرة بتفسير الأحلام التي غزت الأسر في البيوت عبر شاشات التلفزة، وحتى من يستقل سيارته يجد أن ثمة برامج إذاعية خاصة تستقبل الاتصالات والرسائل لتعرضها على معبر الأحلام، ومن باب إعطاء الفرصة للجميع يمكن لأي شخص ومن خلال جواله إرسال رسالة لأحد المفسرين وبعد حين يستقبل تعبير ما رأى في منامه. إذن تعددت سبل حصول المرء على تفسير لرؤياه، ومعها انهال المفسرون من كل حدب وصوب، فاشغلوا الناس بأمر لا طائل من ورائه، وأصبح البعض يربط مصير حياته بأضغاث أحلام أو كوابيس قد تكون انعكاساً لمخاوف أو آمال أو مشاكل نفسية معينه. إن العشوائية والأهداف المادية التي تسود هذا الشأن أدت لعواقب وخيمة، فقد نجد بيننا من هو مهموم ينتظر ويتوجس حدوث مكروه له أو لأحد أقربائه أو أصدقائه، وفي الوقت ذاته يبحث عن مفسر أحلام ربما يزيد الطين بلة، ويدخل المهموم بدوامة من الحيرة والشك والترقب، تحول الحياة إلى جحيم، وقد تؤثر نفسياً واجتماعياً على الفرد، بل وعلى مجمل تفاصيل حياته، بما فيها العملية والزوجية. ولا شك أن ترك الحبل على الغارب لمدعي تعبير الرؤى، وفتح أبواب وسائل الإعلام لمن هب ودب، يعد أمراً في غاية الخطورة، والملاحظ انه في وقت تكثر البرامج التي يطل عبرها من يعبرون للناس، ويجيبون على كل شاردة وواردة، تقل البرامج التوعوية التي تحذر من الانسياق خلف تلك المزاعم الواهية، والذي يقول إن هناك من لديه علم أو موهبة وتخصص في تفسير الأحلام، نقول له: نعم لكن المكاسب المادية وربما حب الظهور والشهرة، خلطت الأوراق وخلقت مجالاً خصباً لهذا وذاك، وأما النصيحة التي تسدى لمن ينهض من فراشه وهو يحمل على كاهله هم منام رآه، فهي تتلخص في حديث الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام حيث قال: «الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثاً وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره ». م. عايض الميلبي ينبع