قال المشرف العام على حملة السكينة على موقع الإنترنت الشيخ عبدالمنعم المشوح ل «عكاظ»: إن أكثر من تضرر من أعمال الشغب التي يثيرها مجهولون هم أهالي القطيف الذين بطبيعتهم يميلون للهدوء والسلم، مؤكدا على عدم صلاحية هذه الطريقة كأسلوب من أساليب التعبير غير النظامية وغير الشرعية؛ لأن هناك من يستغلها وتفتح ثغرات كثيرة لدخول المغرضين وهذا فعلا ما حدث، وأيقن أهالي المنطقة بخطورة مثل هذه الأساليب ولمسوا تأثيرها على شبابهم وعرقلتها لحركة التصحيح والإصلاح المستمرة في المنطقة بطريقة هادئة وصحيحة. وأضاف: هذا التأجيج غير المبرر الذي نتابعه عبر بعض صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والذي يعكس وجود تدخلات خارجية أثرت على الواقع، استغلت حالة الفوضى المحدودة في بعض الأحياء بوضع شعارات مغرضة وكتابات سيئة لا تليق بمواطن مستقيم وصالح، وقد لاحظنا تذمّر عموم مواطني المنطقة الشرقية عبر مواقعهم من هذه الحالة المؤذية أخلاقيا واجتماعيا. وزاد «تواصلنا في حملة السكينة مع عدد من مواقع أهالي القطيف ووجدناهم في جملتهم يحرصون على الانتماء الوطني، ويرفضون التهييج الحاصل ويرفضون العنف بشتى أنواعه ومطالباتهم يمكن التعامل معها، ووفق ما ذكروا أن هناك لجانا وصلت إلى نتائج إيجابية ومتقدمة جدا، لكن الأحداث الأخيرة أثرت على مسيرة التفاهم». ولفت المشوح إلى أن الحديث عن وجود مدسوسين ومسيسين ليس تخيلا أو تعليقا على شماعة الخارج بقدر ما هو حقائق تم رصدها، مضيفا «أتحدث عن مجالنا وهو الإنترنت، فالمواقع التي تثير الفتنة من الخارج تمثل 98 في المائة». وأردف: إننا نلمس كل يوم ولله الحمد فشل مشاريع الفتنة، عشرات المواقع يتم فتحها من جهات مجهولة ثم تختفي وتأتي أخرى، وجميعها تتكسر على عتبات وحدة الصف، في هذا الوقت نحن أحوج ما نكون إلى جمع الكلمة والائتلاف وسد سبل الخلاف، ونحن أحوج ما نكون إلى الانصهار في بوتقة الإصلاح والذي بدأنا نلمس آثاره الحميدة. وأكد المشرف على حملة السكينة أن الإنترنت أصبح المحرك الأقوى، وما زلنا نحتاج إلى مشاريع وبرامج تواجه هذا الزخم الفكري الذي يثير الفتنة، فحملة السكينة لا تستطيع أن تغطي أكثر من 10 في المائة وفق إمكاناتها من المواقع التي تثير الفتنة، ونحن نحرص أن يكون دورنا توجيهيا إرشاديا، ولذلك افتتحنا نافذتين مخصصتين لهذه الأحداث في موقع السكينة الرسمي نافذة لمناقشة المظاهرات والاعتصامات شرعيا وعقليا، ونافذة للمساهمة في درء الفتنة في القطيف، فالقضايا هذه فكرية في المقام الأول وتحتاج إلى طرح فكري متوازن وشفاف وهو ما نأمل أن نقدمه، وإن كنا بفضل الله نجحنا في مناقشة غلاة التكفير والتفجير، فإننا نأمل أن نناقش غلاة التغيير والتعبير.