أوضح رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية أستاذ علم النفس وعضو مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة الدكتور ناصر العريفي أن سبب انقياد ثلاثة وعشرين شابا للإقدام على أحداث الشغب بالعوامية في المنطقة الشرقية يعود لصغر سن الغاليبة العظمى منهم وبالتالي سهولة التأتير عليهم. وقال في حديثه ل«عكاظ»: من تجربتي في العمل في لجان المناصحة فإن معظم من يتورط في قضايا الإرهاب ويغرر بهم هم من صغار السن الذين تتراوح أعمارهم مابين 16 إلى 30. وأبان العريفي أن هناك عوامل تجعل التغرير بصغار السن والشباب في أعمال مخلة بالأمن أكثر سهولة ومن ذلك ضعف العلم الشرعي وعدم اكتمال النضج العقلي وبالتالي عدم القدرة على التميز بين العمل الصحيح والخاطئ. موضحا أن الشباب في هذه المرحلة السنية أكثر نشاطا وإندفاعا وأكثر سهولة في التأثير عليه وقيادته نحو أفعال تضر بالأمن بعدما تتم السيطرة على عقولهم بأفكار خاطئة ومفاهيم سلبية تقودهم إلى هذه الأفعال غير السوية. وأكد العريفي على أهمية مناصحة هؤلاء الشباب لإعادتهم لجادة الصواب، مشيرا إلى أن المناصحة صمتت لجميع فئات المجتمع ممن تورطوا في أعمال مخلة بالأمن وتم استدراجهم لذلك وغرر بهم من قبل جهات تريد الشر والفتنة لهذا البلد الأمن. وشدد على أن تجربة المناصحة أثبتت نجاحا منقطع النظير في إعادة الكثيرين عن الأفكار الخاطئة التي يحملونها وعودتهم مواطنين صالحين يساهمون في إعمار بلدهم وتنميتها. وأشار رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية إلى أن الدين النصحية وأي مخطئ يجب أن يخضع للنصح وبيان الحق له ومراجعته في الأفكار وتصحيحها بالحجة والبرهان والدليل. مبينا أن الدولة حريصة على أمن البلد واستقراره ومحاسبة كل مخطئ وفي نفس الوقت فإنها تختار أنسب الطرق وأكثر جدوى في التعامل مع الشباب المغرر بهم من خلال برامج المناصحة بعد استيفاء كل الإجراءات الأمنية المتبعة في مثل هذه الحالات، داعيا المتورطين في أحداث العوامية لتسليم أنفسهم والاعتراف بأخطائهم.