أكد منسق لجنة المناصحة في المدينةالمنورة عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، أن غالبية القادة المنتسبين إلى جماعات دينية ذات طابع سياسي حولوا الدين سلماً للوصول إلى السلطة التي يبحثون عنها لافتاً إلى أن غالبية الموقوفين في قضايا الفكر المنحرف هم من صغار السن ويغلب عليهم التدني في العلم على رغم وجود بعض أساتذة الجامعات والمهندسين والدعاة بين صفوفهم. وشدد- خلال محاضرة نظمتها الجامعة الإسلامية مساء أول من أمس (الأحد) ضمن برنامجها الثقافي تحت عنوان «المناصحة أسلوب وآثار» - على أن برنامج المناصحة الذي تبنته وزارة الداخلية أمسى سبقاً عالمياً تميزت به السعودية، وأشادت به دول ومنظمات عالمية عدة. وفيما أوضح الدكتور السحيمي أن المراد بالمناصحة هو التحصين والمعالجة، عبر معالجة أهل الفكر المنحرف ببيان الحق وأهله، والتحذير من الباطل وأهله، وتحصين غيرهم من أفراد المجتمع من الأفكار الضارة بهم، نوه إلى أن منشأ الفكر المنحرف هو الجهل بحقيقة الدين، وعدم معرفة أصوله وقواعده، والتفقه فيه، وعدم الرجوع إلى العلماء المعتبرين، مع الحماس والغيرة غير المنضبطين، والتأثير بتفسيرات الخوارج الخاطئة للجهاد والتكفير، والولاء والبراء، «ولذا اضطرب الشبان في مناهجهم وتشابهت عليهم المسائل مع ما قد يصاحب ذلك من سوء قصد ممن يغرر بأولئك الشبان». وألمح عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية إلى أن النصوص الشرعية دلت على أن مناصحة المخالفين للشرع والخارجين على ولي الأمر مطلب شرعي للناصح والمنصوح والمجتمع بأكمله، مضيفاً أنها تهدف إلى إبراء ذمة ولي الأمر بتقديم النصيحة الواجبة شرعاً لمن يحتاجها، وإقامة الحجة على الشخص المناصََح، والتسبب في هدايته، ورجوعه إلى الحق، وحماية المجتمع من الأفكار المنحرفة. واشترط توافر شروط «الإلمام بعلوم الشريعة، مع أهمية التمتع بترتيب الأفكار وحسن عرضها، فضلاً عن الإلمام بشُبَه المناصَح، ومعرفة الرد عليها» في الناصح، كي تحقق له النجاح في مهمته. وعرّج منسق لجنة المناصحة في المدينةالمنورة في حديثه على طبيعة مهمة المناصحة، ليؤكد أنها ذات منطلقات شرعية واجتماعية ونفسية وأمنية، لافتاً إلى أن «وزارتي الداخلية، والشؤون الإسلامية والأوقاف، وهيئة كبار العلماء، ووزارة الإعلام، والجامعات» تشارك في برنامج المناصحة. وكشف اختلاف آلية المناصحة من شخص لآخر، وقال: «بالنسبة للموقوفين هناك المناصحة الفردية، والدورات العلمية، أما العائدون من معتقل غوانتانامو فإن مشروع الرعاية والتأهيل يستهدفهم، إضافة إلى المقترح بإطلاقهم، ومن سلموا أنفسهم طواعية، أما بالنسبة لغير الموقوفين فهناك برنامج توعوي تحصيني يستهدف جميع فئات المجتمع وقد أقيم حتى الآن في ست محافظات». ووصف الموقوفين بأنهم يغلب عليهم صغر السن، وتدني التعليم. وصنفهم، بحسب اختلافهم في الأفكار، ما بين مكفّر بقوة من دون ضوابط، ومنظّر للفكر المنحرف ومغرر به، وذكر أن بعضهم يريد الجهاد ويخطئ في تطبيقه على الواقع، إضافة إلى بعض المتعاطفين مع من يحملون الفكر المنحرف.