ما زال نظام «ساهر» الآلي مسيطرا على مجمل نقاشات المجالس الخاصة في منطقة عسير، رغم مرور مدة طويلة من اعتماده لرصد المخالفات المرورية وعلى رأسها تجاوز السرعة القانونية ومضاعفة قيمة المخالفة للحد الأعلى لمرة واحدة في حال عدم التسديد قبل مرور شهر من ارتكاب المخالفة، وأبدى عدد من سكان حي الواديين في عسير، عن عدم رضاهم للآلية التي انتهجتها إدارة المرور بالنسبة لتحصيل رسوم المخالفات المرورية، وخاصة مضاعفة قيمة المخالفات، فيما تباينت الآراء حول نظام الرصد الآلي للمخالفات (ساهر) من حيث التمركز السيئ وعدم تغيير مواقع الرصد بشكل يومي، في حين انتقد البعض عدم توفير كاميرات ساهر الثابتة بالشكل المطلوب باعتبار أن زيادة العدد وتنوع أماكن التمركز من شأنه الحد من ارتكاب المخالفات المرورية بصفة عامة. إلغاء المضاعفة في البداية انتقد أحمد محمد، مضاعفة المخالفات إلى الحد الأعلى بعد مرور شهر من ارتكابها، وأضاف قائلا: طالما أن نظام ساهر الالكتروني يرصد يوميا آلاف المخالفات المرورية في مختلف مناطق المملكة، فلماذا لا يتم إلغاء مضاعفة المخالفات المرورية، بهدف تبسيط الأمر على مرتكبي المخالفة خصوصا أن من ضبط مخالفا سيعمل جاهدا على تسديد ما عليه من مبالغ متى ما توفرت لديه القدرة المالية، خصوصا أن رخصة القيادة والمركبة مرتبطتان بمدة زمنية محددة عقبها لا بد من تجديدهما، وهنا يكون تسديد المخالفة ملزما، أما في حال مضاعفة قيمة المخالفة فسيكون الأمر أكثر صعوبة على المخالف، وطالب بإعادة النظر في بند مضاعفة المخالفات المرورية، خصوصا أن هناك من بين المخالفين محدودي الإمكانيات مثل طلبة الجامعات الذين هم أكثر عرضة لمخالفات ساهر نتيجة تجاوز السرعة القانونية. جيل متهور من جهته، استغرب محمد بن عبدالهادي العمري، تهور الشباب وعدم اتعاظهم من الحوادث المأساوية وما تخلفه من وفيات وعاهات مستديمة بغض النظر عن وجود ساهر من عدمه، معتبرا شباب الأجيال السابقة على قدر أكبر من الوعي والإدراك والإحساس بقيمة حياة الآخرين الغالية على نفوس أهاليهم وأقاربهم ومعارفهم، ولم يخف العمري سعادته بإقرار نظام ساهر الذي وجد للحد من الحوادث المرورية القاتلة، وخلص إلى القول «لا أتقن قيادة السيارة ولا أملك الإلمام الكافي بقوانين ساهر المروري». مكانك سر بدوره، أكد علي نصار معرفته التامة بأماكن تواجد مركبات نظام ساهر في شوارع عسير، مستغربا من عدم تبديل المواقع بشكل يومي حتى يدرك كل مخالف للسرعة النظامية مقدار ما يتعرض له من رصد وما ينتظره من عقاب في أية لحظة وأي مكان لا يخطر له على بال، وضرب نصار مثالا على طريق الملك عبد الله الرابط بين أبها وأحد رفيدة، حيث اعتاد على مشاهدة مركبة ساهر في مكان واحد طيلة الشهور الماضية وإذا تغير مكانها فالفرق هو أمتار قليلة، ممتدحا نظام ساهر من حيث المبدأ، ومبديا في نفس الوقت عن امتعاضه من مضاعفة المخالفات المرورية، واختتم حديثه بالقول «استغرب من سن قانون مضاعفة المخالفات في ظل تواجد نظام آلي يرصد المخالفات بالدقيقة والثانية، وليس كما كان في السابق حيث لا يغرم المخالف إلا إذا دهمته نقطة تفتيش مرورية أو أثناء تجديده رخصة القيادة والمركبة». البنوك أرحم من جانبه، اعتبر زاهر محمد صالح، مضاعفة المخالفات المرورية بالقرار غير المدروس وقال «ارتكبت مخالفة مرورية ب 300 ريال، ولا أدري ما هو القانون الذي تسند إليه إدارة المرور بمضاعفة المبلغ إلى 900 ريال بعد مرور شهرين من تاريخ المخالفة .. وما هو شعور من اقترح مضاعفة المخالفات لو ذهب لتجديد رخصة سيارة ابنه الطالب ووجد مخالفاته قد تضاعفت إلى 5000 ريال بدلا من 2000 ريال؟» وزاد «البنوك تمنحنا القروض بالتقسيط المريح، ومن حقها الحصول على فائدة جراء ذلك، وعلى الجانب الآخر تجد إدارة المرور تعاقب الشخص بغرامة مالية وتعود وتضاعف قيمة المخالفة لمجرد أن ظروفك المادية حالت دون تسديدها، وفي المقابل، ناشد الطالب أبو شاهين، قائدي المركبات وخاصة فئة الشباب بالحفاظ على أرواحهم وليس الخوف من رصد ساهر، وقال «الروح غالية ولا يساويها ثمن وماذا يفيد الثمن وإن بلغ مليارات طالما أن الروح فارقت الحياة». وأخيرا، طالب محمد أحمد، الإدارة العامة للمرور بضرورة توجيه مشغلي نظام ساهر بزيادة السرعة المسموح بها في عقبة ضلع الموصلة من أبها إلى جازان، من 60 إلى 80 كيلو في الساعة، خصوصا أن وعورة الطريق وانحداره لا يساعدان قائدي المركبات على ضبط السرعة على هذا المعدل، ويضيف «عندما تتعدى السرعة هذا المعدل ولو بقليل تتسلط عليك «فلاشات» ساهر من كل حدب وصوب، واختتم بالقول «سرعة ال 80 تعد مناسبة لسالكي الطريق النازل في عقبة ضلع ما لم تكن هناك اختناقات مرورية حينها فقط يجبر السائق على السير بسرعة تقل حتى عن 60 كيلو في الساعة.