يبدأ اليوم الأربعاء 29-12-2010 تطبيق المرحلة الأولى، من نظام ساهر للسلامة المرورية، في المنطقة الشرقية وجنوب السعودية في تبوك وعسير، وذلك بعد تطبيقه في وقت سابق في المنطقة الوسطى التي تشمل الرياض والقصيم، والمنطقة الغربية التي تشمل أيضاً جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. ولا يزال النظام يثير جدلاً كبيراً في السعودية حيث طالبت بعض الأصوات بإلغائه، فيما أكدت الجهات الرسمية أن نظام ساهر قلل من نسبة حوادث السير التي تعد من أبرز أسباب الوفاة في المملكة التي تصل يومياً قرابة 17 حالة. ويرصد ساهر ما يراه من مخالفات مرورية والهدف منها التقليل من حوادث السير ومحاولة جعل السائقين يلتزمون بالقانون، حيث شغل المتضررون من الحوادث نسبة 5% من الطاقة الاستيعابية لغرف العناية المركزة، كما تقول الجهات المختصة. ومنذ إقرار ساهر في الرياض، تحقق تغيراً إيجابياً في سلوك السائقين، الأمر الذي أدى إلى زيادة الضبط المروري ورفع مستوى السلامة المرورية. وبحسب إحصائية رسمية، أسهم نظام ساهر بتقليل الحوادث المرورية بنسبة 21%، والوفيات بنسبة 38% في الأشهر الأولى من تطبيقه. وفي الرياض، أكد القائمون على النظامِ أن ساهر استطاع خفض الوفيات فيها إلى نسبة 40%. بين معترض ومؤيد وتعرَّض ساهر للانتقاد في السعودية على الرغم من أنه خفَّف من نسب الحوادث والوفيات بشكل كبير ولقي ترحيباً كبيراً. وشكا البعض من غلاء المخالفات حيث تتراوح قيمة السرعة ما بين 300 إلى 900 ريال، فيما تبلغ مخالفة قطع الإشارة ما بين 500 إلى 900 ريال. ومن الشكاوى التي تواردت بين السائقين أن نظام ساهر يرصد المركبة حين تجاوز الإشارة الصفراء وليس الحمراء فقط، والبعض يقول إنه يرصد المركبة من دون أن تُرتكب أي سرعة وذلك عن طريق الغلط، وطالب الكثيرون بإلغاء النظام بدون إعطاء أي أسباب. وأعرب رئيس الاستخبارات العامة في السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز عن عدم رضاه عن الآلية التي يقوم عليها نظام ضبط حركة المرور. و كان رئيس الاستخبارات العامة في السعودية نقل حال عدم الرضا للمسؤولين في المديرية العامة للمرور، وأوضح اختلافه مع آلية تطبيق نظام ساهر مشيراً إلى أنه يجب توضيح موقع الكاميرات أمام السائق على الطريق. وأبدى أعضاء مجلس الشورى انتقادهم لرفع رسوم القيادة ومضاعفة قيمة المخالفات، وذكر تقرير للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أنه تم رصد موقوفين من دون صدور أحكام قضائية ضدهم. غياب احترام الأنظمة المرورية ونفى مدير المرور في منطقة الرياض العميد عبد الرحمن المقبل في مقابلة مع قناة "العربية" الثلاثاء 28-12-2010 الشائعات التي تخص مضاعفة قيمة المخالفة' وقال :"لا توجد مضاعفة للمخالفة إطلاقاً، إن المخالفة لها حد أدنى و حد أعلى، الحد الأدنى يُقدَّر حسب السرعات المتفاوتة في الطريق. هناك فرق بين المضاعفة وبين الارتفاع من الحد الأدنى إلى الحد الأعلى حسب خطورة وتهور قائد المركبة، وذلك خلال فترة زمنية تبلغ شهرا واحدا". وأعرب المقبل أن المخالفات تحفظ حق الطريق، وشُرِّعت من قبل 1400 عام في الدين الإسلامي الذي يحث المسلمين على إعطاء الطريق حقه وكف الأذى عنه واحترام حقوق الآخرين واتباع الأنظمة. دراسة قيمة الغرامات وقال المقبل إن مخالفات المرور في السعودية من أقل مخالفات المرور في العالم، وتُعد من أكثر دول العالم ارتفاعا بالحوادث بسبب عدم احترام أي أنظمة مرورية. وأكد المقبل أن قيمة الغرامات وُضِعت بناء على تهور السائق، وليس لوزارة الداخلية أي هدف غير الحد من الوفيات والإصابات و تلف الممتلكات.