من الواضح أن هناك «فجوة» بين وزارة المالية والرئاسة العامة لرعاية الشباب فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع الرياضية الحديثة والمتطورة الممثلة في إقامة الملاعب أو مقرات الأندية والتي تعنى بالجانب الرياضي والثقافي والاجتماعي تمشيا مع نهج عمر بن الخطاب رضي الله عنه «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، وكما اتفق الباحثون والخبراء والمتخصصون والأطباء «إن العقل السليم في الجسم السليم»، ومن أجل الوصول إلى تطبيق هذه المعاني والقيم بكل أهدافها ومقاصدها يتطلب الأمر تنفيذ بنية شامخة في المجال الرياضي على مستوى كافة المناطق وعلى أعلى جودة من التصميم والتجهيزات، وخلال الفترة الأخيرة ظهرت الكثير من الانتقادات اللاذعة من قبل بعض المسؤولين في رعاية الشباب بأن عملية اعتماد هذه المشاريع من اختصاص ومسؤولية وزارة المالية، حيث قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتقديم المقترحات والاحتياجات اللازمة في شتى المجالات ولم نسمع أي تعليق من وزارة المالية فيما يتعلق بتنظيم واعتماد تنفيذ هذه المشروعات من أجل خدمة شباب الوطن، ومن الملاحظ بأن أغلب المنشآت الرياضية في معظم مناطق المملكة متهالكة ولا تفي بالغرض المطلوب كون انتهاء العمر الافتراضي لبعض الاستادات الرياضية والتي تم أنشاؤها قبل ثلاثين عاما، إضافة إلى عدم قدرتها الاستيعابية للجماهير التي أخذت في التزايد خلال الحقبة الماضية، ولم يؤخذ في الحسبان هذه الأشياء لانعدام وجود خطط مناسبة لمحاولة إيجاد التطور والتحديث أولا بأول حسب ما هو مشاهد في بقية المرافق الأخرى، وأعتقد أن المشكلة قد تكمن في انعدام التوافق المطلوب بين رعاية الشباب ووزارة المالية، ولو كانت الأمور تسير وفق نهج واضح وصريح لما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع الذي لا يناسب تطلعاتنا وإمكانياتنا، وأن العالم الذي حولنا قد سبقنا بينما نحن ندور في توهان «البيروقراطية»، وأعتقد أن وزارة المالية تعلم وتدرك بأن أكثر سكان المملكة هم من الشباب الواعدين الطموحين والذين يستهوون مجالات الرياضة بكل أنواعها وأشكالها، ولكن لو تم التوصل إلى عمل عرض مقدم من قبل بعض المسؤولين والمعنيين في رعاية الشباب لمعالي وزير المالية وتم شرح فيه كل الاحتياجات مدعمة بالوثائق والمستندات ومتمشيا مع الحاجة الملحة التي يتطلبها الوضع في المجال الرياضي، ومحاولة إدخال «الفكر الرياضي» لأصحاب الصلاحيات في المالية وتغيير المفاهيم التي لديهم كون القطاع الرياضي ربما يكون بعيدا عن اهتماماتهم، وقد كان كل التركيز على المجال التنموي والاقتصادي مع العلم أن الشؤون الرياضية جزء من التنمية وأصبحت مطلبا مهما على المستوى المحلي، ولها دور غير عادي في ازدهار التنمية الحقيقية إذا أخذنا بعين الاعتبار بأن شبابنا هم أمل اليوم ورجال المستقبل الذين تعول عليهم بلادنا الكثير والكثير من أجل إشراقهم في شتى آفاق الحياة المتنوعة ليكونوا عاملين فعالين يملكون الهمة والعزيمة، وهذا ما كان له الأثر الطيب في مساعدتهم بالمشاركة في برامج وخطط التنمية الطموحة وكون بلادنا وما تضمه من المشروعات الكبيرة والعملاقة في شتى المجالات أصبحت معلما من المعالم الهامة ومحاط اهتمام كافة الأوساط العربية والدولية إلا أن القطاع الرياضي في حاجة ماسة إلى دفعة قوية من وزارة المالية حتى يتمكن من المنافسة في كافة الألعاب والمسابقات. [email protected]