قيل إن رجلا حلف أن لا يبرح مكانه حتى يجمع ثروة كبيرة، ففكر ثم قدر وواتته الفرصة في استغلال شهرته، وغسيل ثيابه في طشت غيره، فجمع ورقات بيضاء ناصعات بين دفتي كتاب يدوي به عنوان يجذب المارة، وكتب في داخلها، لا شيء غير ذهول هذه المفاجئة، فلا تحنق ألا يكفي أن تكون مبادرة من أحد المغمورين شهرة حتى تنفق مالك على «الفاضي». تقول الروائية الفرنسية كوليت: سوف ترتكب حماقات، لكن احرص على ارتكابها بحماس. حماس يتيح لكل ذي قريحة متأججة أن يفعل ما يريد إما ليضحك أو ليبكي أو «ليستهبل» فحسب! ولاحظوا أن الاستهبال يجب أن يكون مبتكرا، غير مكرر، يتماشى مع عصرية الحياة الحديثة، التي تقفز بها كل يوم فكرة جديدة وجهاز جديد وموديل مختلف قد لا يكون اختلافه إلا بتغيير اللون فقط .. واهتموا كل الاهتمام بنوعية الاستهبال فلا يكن رديئا يسخر منه، وليرقى ل«استاندر» الجميع. وما أصدق تلك العجوز التي قالت ما ألذ ما يأتي على غرة وبالمجان، إن له لحلاوة وطلاوة! وسر حلاوته بلا شك مجانيته حتى لو كان وراءها ما هو أكثر خسارة.. فاحذروا الحماقات وكل ذي حماقة مسؤول عن حماقته إلا من كانت له واسطة! حسناء محمد