صديقي .. قبل أربعة عقود تزيد قليلا أو تنقص، كانت الدولة متمثلة بوزارة الزراعة قد أوجدت دعما لمن يريد أن يستصلح الأراضي، وكان المطلوب منك أن تقدم دراسة، لتصرف لك المساعدة / السلفة «5 ملايين تقريبا» والأرض لتستصلحها زراعيا. فانقض الأغنياء على هذه الفرصة كعادتهم، وكعادتها الوزارات تركت موظفيها في المكاتب ينتظرون المتقدمين، وكان الأغنياء القادرون على تقديم دراسة تكلفهم 5 آلاف، هم من استفادوا من هذا القرار أكثر من أي مواطن عادي. اليوم يا صديقي وأنا أقرأ قصة المواطن جابر محمد آل بوحة، الذي يعيش هو وأسرته المكونة من والدته وشقيقاته الأربع وأسرة شقيق زوجته وخاله الأعزب و 14 طفلا في قرية حمامة، الذي يضطر لقطع مسافة 120كم يوميا لمدينة أخرى، لأنه يعمل حارس أمن في أحد البنوك بأجر شهري قدره 1500 ريال ليوفر رغيفا لأسرته، أتساءل لماذا لا تستهدف مثل هذه المشاريع مثل هؤلاء الفقراء ؟ من جهة ستوجد عمالة سعودية لأن أسرة جابر بأكملها ستعمل بالمشروع الزراعي، ومن جهة أخرى يحقق هذا المشروع أهدافه في استصلاح الأراضي، في نفس الوقت ينتشل أسرة من حفرة الفقر إلى الاكتفاء الذاتي. من جهة ثالثة لن تضطر هذه الأسرة لإراقة ماء وجهها كل مرة عند الجمعيات الخيرية، ولا هي أي الأسرة ستطارد الضمان الاجتماعي الذي سجل والدة جابر لكنه كف عن الدفع. ما يحز بالنفس يا صديقي، أن مثل هذه المشاريع دائما ما ينقض عليها الأغنياء، مستغلين جلوس موظفي الوزارات في المكاتب، فتصبح القرارات التي تدعم المواطن بلا قيمة ولا فائدة، سوى أن يزيد رصيد الأغنياء أكثر، لأنهم الأقدر على دفع رسوم الدراسات، والأقدر على إحضار عمالة من الخارج للزراعة، لأن وزارة الزراعة لا تريد الذهاب لمثل هذه الأسر لتدعمها وتعلمها الزراعة، فتصنع منهم أفرادا مفيدين للوطن. التوقيع : صديقك [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة