دعا الدكتور عبدالله بن عثمان الخراشي عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بكلية آداب جامعة الملك سعود بإعادة قراءة السيرة النبوية وفق منهج جديد يطرح رؤى وتفسيرات جديدة لأحداث السيرة بعد الإيمان بالرأي المنادي بأن الدراسات والقراءات التحليلية حول السيرة النبوية لم تكتمل وأن هناك مزيدا من البحث والتفحص والدرس، جاء ذلك من خلال بحثه المنشور في العدد الجديد من مجلة «الدارة» بعنوان «مواقف ابن سلول بعد الهجرة وموقف النبي صلى الله عليه وسلم»، الذي تحدث فيه عن تاريخ السيرة النبوية في العهد المديني. ورأى الخراشي حول أسباب ردة فعل الرسول صلى الله عليه وسلم المتسامحة مع مواقف ابن سلول المنافقة والمتآمرة الواردة إلى أسباب عامة وخاصة، منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعامل المنافقين بالظاهر لأنهم اكتسبوا حصانة وجنة من العقاب بسبب تأديتهم للشعائر الدينية وعلى رأسها الشهادة، وأن قتل المنافقين أو أحد منهم ضرره أكثر من نفعه على الدعوة الإسلامية وفيه تنفير للناس منها، وأن قتل المنافقين حق للرسول إن شاء فعله أو تركه، ومن الأسباب الأخرى أن ابن سلول كان كبيرا في قومه الخزرج وفي مجتمع المدينة وأنه مرشح للزعامة فيترفق به النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذ ذلك في الحسبان، وأن قبيلته كان لها من الدور الكبير في مناصرة الإسلام هي والأوس فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهين كبيرهم أو يقاتله وغيرها من المسوغات. وأورد الباحث مسوغات استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لابن سلول والصلاة على جثمانه بعد تكفينه بقميصه كما ذكرته كتب التاريخ، ورأى أن لابن سلول مواقف إيجابية تجاور مواقفه السلبية في العهد المدني من السيرة النبوية الشريفة. يشار إلى أن العدد الجديد من المجلة تضمن عرضا لعدة أبحاث منها بحث للدكتور محمد السكاكر بعنوان «أهمية الوثائق العائلية في كتابة التاريخ المحلي: بريدة أنموذجا»، ودراسة تاريخية تطرقت إلى «نجران في عهد الدولة السعودية الأولى دراسة في الأوضاع السياسية والعسكرية» للدكتور أحمد بن يحيى آل فائع حيث رصد التغيرات في العلاقة السياسية والعسكرية بين إقليمنجران والدولة السعودية الجديدة، وبحث للدكتور سعيد بن محمد القحطاني عن ميناء العقير خلال فترة الحكم العثماني الثانية (12881331ه/18711913م) حيث وصف وضعه وأبرز أهميته الإدارية والجمركية، وأوضاعه الأمنية، ثم أوضاعه بعد انضوائه تحت حكم الملك عبدالعزيز.