بصوت واحد ونبرة متألمة، رفعت 11 معلمة مصابة بكسور في الحوض، العمود الفقري، الأرجل وحروق مختلفة في حريق مدارس براعم الوطن، شكواهن إلى وزير التربية والتعليم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله، بعد تخلي الصحة، التأمينات الاجتماعية والتعليم عن مسؤوليتها والنظر في قضيتهن. تقول أحلام الشافعي «إن إدارة المستشفيات أجبرتنا نحن المعلمات المصابات على الخروج قبل انهاء العلاج، رغم ما تعرضنا له من إصابات بليغة ورضوض وكسور، دون أن نحظى بمواعيد مراجعة للمستشفيات، ودون الحصول على كراسي متحركة، أو أسرة خاصة بنا كون معظمنا مصابات في العمود الفقري». واضافت: مدرسة براعم الاطفال مهددة بالاقفال، ووقف الرواتب بدءاً من الشهر المقبل، وهذا حق من حقوقها بسبب الأضرار التي لحقت بها من الحريق، لكن نحن المعلمات اللواتي نتقاضى رواتب ضعيفة لا تصل الى 2500 ريال منذ أكثر من 13 عاماً، نتوقع أن نواجه الإفلاس لأن الرواتب هي دخلنا الوحيد، والآن بعد الإصابة والإعاقة لن نستطيع الوقوف على أرجلنا مرة أخرى، ما يجعلنا عاجزات عن تأمين حياتنا الوظيفية بعد هذه السنوات مع القطاع الخاص. وأوضحت أن التأمنيات الاجتماعية رفضت تقديم مساعدة لنا لعدم انطباق الشروط المخصصة لدعم التأمينات، والمتمثلة في وجود إعاقات دائمة للحصول على الإعانة رغم اشتراكنا فيها لأكثر من عشر سنوات، ونقف حالياً عاجزين بين الرجوع للوظائف والعلاج وتأمين المستقبل. وبينت أحلام الشافعي أن المعلمات المصابات هن: دنيا علي الشافعي مصابة بكسور في الظهر، رضوض وتهتك في الفخذ، نورة مطر الغامدي مصابة بكسور في الرجل اليسرى، كسر في الظهر وإصابات أخرى بسبب الزجاج، آمنة عواجي مصابة بكسر وكدمات في الظهر وكسر في الرجلين، عائشة البسيسي مصابة بكسر في الظهر والأرجل، غالية البسيسي وهي حامل في الشهر السابع ومصابة بكسر في الحوض وحروق عميقة في الأيدي والأرجل، أسماء السلمي مصابة بكسر في الظهر والقدم، إيمان البلوي مصابة بكسر في الأرجل وكدمات مختلفة، منى القرني مصابة بكسر في الفك والفم وتمزق في إحدى رجليها، أحلام الشافعي مصابة بصعوبة في التنفس، صالحة السلمي مصابة بانهيار عصبي مستمر بعد مشاهدة شقيقتها أسماء تسقط من الدور الثالث وذلك حسب التقارير الطبية. وأكدت الشافعي أن المعلمات بدون تأمين طبي، وأن المستشفيات الحكومية لم تقدم لهن إلا الإسعاف، وهن يواصلن علاجهن حالياً على حسابهن الخاص. من جهتها قالت معلمة التاريخ آمنة عواجي خرجت من المستشفى «المساعدة العلاجية جيدة، ولكن هناك بعض الإهمال الذي واجهناه، من ذلك خروجنا قبل إتمام العلاج ولا نعلم أسباب ذلك، عدم توفير أسرة أو كراسي لنا بعد خروجنا من المستشفيات رغم إصاباتنا بكسور، عدم مواصلة العلاج والاكتفاء بما قدم لنا من خدمات إسعافية، رغم أن إصاباتنا البليغة تحتاج لمتابعة». وأضافت المعلمات المصابات: لم نتوقع أن تتخلى المدرسة عنا بهذه السهولة، إذ قررت أن توقف رواتبنا أبتداءً من الفصل الثاني، ويعد هذا بمثابة ضربة قاضية لنا، بعد أن راجعنا التأمينات الاجتماعية التي أكدت لنا أنه لا تتوفر فينا شروط الإعانات، بعد سنوات طويلة من الخدمة في القطاع الخاص، مطالبة بعلاج 11 معلمة مصابة في حريق كارثي على حساب المستشفيات الحكومية، توفير أسرة لهن، متابعة علاجهن، النظر في قضيتهن أمام التأمينات الاجتماعية توفير وظيفة حكومية لهن في التعليم يتناسب مع مؤهلاتهن وخبراتهن ويتلاءم مع إصابتهن. وأكد ل «عكاظ» مصدر مسؤول في صحة جدة، أن معلمات براعم الوطن المصابات حظين باهتمام كبير في الجانب العلاجي والطبي، وقدم لهن الدعم النفسي من قبل أطباء نفسيين، كما حظين باهتمام خاص من وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، بطلب توفير أفضل الاستشاريين للكشف على حالتهن وإمكانية تقديم المساعدة لهن خارج المملكة، إضافة للاهتمام المتواصل بهن من خلال الزيارات الميدانية لهن من مسؤولي صحة جدة بشكل يومي في المستشفيات للاطمئنان على وضعهن الصحي وتقديم المساعدة المطلوبة لهن. وأكد المصدر أن صحة جدة جندت فرقا طبية لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطالبات والمعلمات اللاتي تعرضن للإصابات أو الحروق من أثر حريق مدرسة براعم الوطن، لافتا الى التعاون الذي تلقاه صحة جدة والفرق الطبية والنفسية من الإدارة العامة للتعليم في جدة ممثلة في الصحة المدرسية.