في الوقت الذي كشفت فيه المشرفة على القسم النسائي بهيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة الدكتورة فتحية القرشي عن تلقي الجمعية لشكاوى عدة من المصابات في حريق مدارس براعم جدة، سواء الطالبات أو المعلمات المنومات في المستشفيات الخاصة من تحملهن لتكلفة علاجهن، حيث يطلب منهن شراء الأدوية والمستلزمات الطبية، أكد مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود أن وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة وجه بتيسير كل الطرق لمساعدتهن على الخروج من المحنة وتوفير جميع الأجهزة اللازمة للعلاج وفتح جميع المستشفيات لاستقبالهن مجانا. ورغم أن الهيئة عبرت عن قلقها تجاه مصير المعلمات والطالبات المصابات، خاصة اللاتي أصبن بكسور في العمود الفقري إلا أن باداود أشار إلى أنه في حال تطلبت حالة إحداهن العلاج في الخارج فلن تتأخر الوزارة عن توفيرالإمكانات اللازمة. وتوقعت القرشي مواجهة أسرالمصابات صعوبات معنوية، ملمحة إلى تخوف الآباء من تحمل مصاريف إضافية عند دخول بناتهم لمدارس أخرى بديلة، مشيرة إلى عدم وجود تكامل بين الأنظمة الأمنية وعدد من المشاريع التنموية، لافتة إلى عدم توفر طرق مخصصة تسهل وتعجل وصول الجهات الإسعافية لمواقع الكوارث. وأضافت، أن وفدا من الهيئة سجل عدة ملاحظات خلال زيارة له لجميع المستشفيات المنومة بها المعلمات والطالبات المصابات، مبينة أن هناك إهمالا وتجاهلا لحق الإنسان في المساواة عند التبليغ بالخطر، وأن غالبية المعلمات لم يعلمن بوجود حريق في الأدوار السفلية من البناية. وأفادت أن معظم المعلمات الموجودات في الدورالثالث بالمدرسة أثناء اندلاع الحريق في الدورين الأول والثاني كن يمارسن مهامهن التعليمية، ولم يعلمن بالحريق إلا بعد تصاعد الدخان إليهن مما أحدث ارتباكا لهن وحدث ما حدث. وذكرت أن الهيئة سجلت كذلك وجود فروقات بين رواتب المعلمات في المدرسة ونظيراتهن في المدارس الحكومية، على الرغم من أدائهن العمل نفسه، فضلا عن تكليفهن بأعمال إضافية أخرى. ولفتت إلى قلق المعلمات المصابات من مستقبلهن الوظيفي، حيث لم تتوفر لهن معلومات كافية ولا واضحة بهذا الشأن، وأن الهيئة لم تبلغ حتى الآن بشيء عن كيفية تعويض المعلمات باعتبار أن ما تعرضن له يعتبر إصابة أثناء العمل. من جهتها، أكدت مديرة إدارة التعليم الأهلي والأجنبي بجدة آمال رضوان، أن مالكة مدارس براعم الوطن ستتكفل بدفع رواتب المعلمات، ولن يكون هناك استقطاع منها. وأشارت إلى أن طالبات المدرسة سينتظمن في الدراسة السبت المقبل في الابتدائية 91 الحكومية بحي الصفا، خلال الفترة المسائية، حيث ستنتقل جميع المعلمات إلي المدرسة، وأن ذلك جاء بناء على اختيار من أولياء الأمور، نافية تسجيل أي مخالفة على المدرسة المنكوبة تخص وسائل السلامة فيها.