تختتم غداً مراحل تنفيذ التمرين الميداني «ولاء وفداء2» في الأحساء في ظروف مشابهة لعمليات القتال، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وتنفذه قوات الحرس الوطني في شدقم؛ بهدف رفع كفاءاتها القتالية، ويتضمن عدداً من العمليات التعرضية والدفاعية، مهام الإخلاء والإنزال الجوي لإعطاء كافة عناصر القتال فرصة المشاركة في التدريب والمناورة، وتنفيذ فرضيات منع القوات المعادية من التقدم وتحقيق المكاسب على أرض المعركة. إلى ذلك، يتفقد الأمير متعب بن عبدالله اليوم ميدان التمرين ويقف على مركز القيادة والسيطرة وبعض الوحدات المشاركة في التمرين، ويلتقي المشاركين ويستمع لإيجاز عن مراحل خطط التمرين. وتشارك في التمرين عدد من ألوية المشاة الآلية، طيران الحرس الوطني، وحدات الإسناد وإسناد القتال في القطاعين الشرقي والأوسط. وثمن الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ما تحظى به القطاعات العسكرية من دعم ومساندة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، مشيراً إلى أن هذا الدعم والاهتمام للقوات العسكرية ومنها الحرس الوطني، جعلها على درجة عالية من الكفاءة وإثبات قدرتها القتالية في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، مشيراً إلى أن هذا التمرين يأتي تتويجاً لاختتام خطة تدريب قوات الحرس الوطني للعام التدريبي المنصرم، وبين أن الجديد في هذا التمرين هو مشاركة طيران الحرس الوطني ولأول مرة في تمرين ميداني على مستوى الحرس الوطني. وشكر الأمير متعب بن عبدالله، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، على الإسناد الذي تقدمه عناصر من طيران أفرع القوات المسلحة للحرس الوطني في هذا التمرين. ويأتي تمرين «ولاء وفداء 2» امتداداً لسلسلة طويلة من التمارين الميدانية التي نفذها الحرس الوطني كان أولها «فاتح خير» في عام 1399ه، واستمر الحرس الوطني في تنفيذ التمارين الميدانية، التي ساهمت في رفع قدرات وحدات الحرس الوطني لتنفيذ مهامه ورفع جاهزيته للتعامل مع الأحداث المختلفة. وبدأت رئاسة الحرس الوطني ممثلة في الهيئات العسكرية في الإعداد والتخطيط لهذا التمرين منذ فترة طويلة، وحددت الأهداف المطلوب تحقيقها في التمرين ومعايير الأداء، وجرى اختيار منطقة التمرين لمناسبة طبوغرافيتها لمتطلبات تحقيق كافة الدروس والمهارات الضرورية، من حيث الموقع وطبيعة الأرض وذلك لإضفاء روح التحدي أمام القيادات في التخطيط والإعداد والتنسيق وتنفيذ المناورة، وجرى تشكيل فريق من المقيمين لتقييم الوحدات المشاركة على جميع المستويات وفقاً لمراجع التقييم المعتمدة في الحرس الوطني من أجل الخروج بأكبر قدر من الفائدة من هذا التمرين. وتشارك وحدات هندسة القتال بواجباتها المتمثلة في مختلف عمليات هندسة القتال في مناطق العمليات المتعددة ومنها إنشاء الطرق، فتح الثغرات، تحصين المواقع الدفاعية، حفر الخنادق وإنشاء الأسلاك الشائكة، تهيئة حقول الألغام لإعاقة تقدم قوات العدو، تجهيز مسرح عمليات المناورة بكل المتطلبات القتالية إلى غير ذلك من عمليات إسناد الوحدات المقاتلة التي اشتركت في المناورة. وأوضح اللواء الركن عبدالرحمن بن محمد العماج رئيس هيئة العمليات في الحرس الوطني، أن هذا التمرين يأتي ضمن توجيه التدريب المعتمد من رئيس الحرس الوطني لتحقيق أهداف تدريبية، تساهم في رفع الجاهزية القتالية لوحدات الحرس الوطني بعد أن تدربت تلك الوحدات على جميع المراحل التكتيكية. وأضاف العماج أن تمرين ولاء وفداء طبق في منطقة ملائمة لتضاريس المملكة للوقوف على قدرة الفرد في التعامل مع هذه المناطق، مشيراً إلى أنه ظهرت خلال هذا التمرين القدرة العالية لمنسوبي الحرس الوطني على التخطيط والإعداد والتنفيذ على مختلف المستويات. من جهته، قال اللواء محمد بن ظافر القحطاني قائد لواء الإمام محمد بن سعود الآلي «إن التمارين المشتركة في هذا المستوى تعتبر مرحلة نهائية للتدريب المتسلسل، حيث يجري فيه دمج كافة عناصر القتال، وهو مقياس حقيقي للجاهزية القتالية وأعمال القيادة والسيطرة في العمليات المشتركة، وكذلك تنفيذ الواجبات على مستوى الوحدات والتنسيق في العمليات المشتركة، سواء كانت وحدات مناورة أو وحدات عناصر القتال الأخرى بما في ذلك عمليات الإمداد والتموين، كما أن التمارين الميدانية تحاكي الواقع وتعود الفرد على الصبر وقبول التحدي والعمل كفريق واحد»، مشيراً إلى أن التمرين المقبل سيكون أنموذجاً لتوحيد الأعمال والانسجام والقدرة على تنفيذ ما سيناط بالحرس الوطني من مهام مستقبلية. تدريب مستمر من جانبه، قال اللواء عبدالله المفيز قائد لواء الأمير سعد بن عبدالرحمن الآلي «إحدى ركائز المؤسس منذ تأسيس المملكة تطوير هذه الدولة بجميع قطاعاتها نحو التقدم والتطور والازدهار، ومن هذه القطاعات الحرس الوطني الذي يعتبر جزءاً من منظومة الدرع الحصين لهذه البلاد»، مبيناً أن ما ينفذه الحرس الوطني من تدريب جماعي هو نتائج لتدريب فردي مستمر، يهدف لتجهيز منسوبيه لحماية هذه البلاد الطيبة، مضيفاً نحن في هذا الصرح الكبير لن نتأخر عن الدفاع عن وطننا بكل ما أوتينا من قوة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. وأوضح اللواء الركن منصور بن معيض بن نحيت قائد الطب العسكري الميداني، أن الطب العسكري الميداني هو إحدى الوحدات المساندة لوحدات الحرس الوطني سواء في مواقعها الثابتة أو من خلال إجراء التمارين التعبوية على مختلف مستوياتها. وبين أن مشاركة الطب الميداني في التمرين تتمثل في استقبال الحالات المرضية وحالات الإصابة والجرحى في الميدان. وأكد اللواء الركن عبدالله بن خلف الشمري، على أهمية هذا التمرين في رفع مستوى الوحدة من الناحية التكتيكية والقتالية، مشددا على جاهزية الوحدة ومدى الفاعلية القتالية لدى الضباط والأفراد والوحدات بشكل عام، متمنيا أن يستفيد الجميع من هذا التمرين. تفعيل العمل العسكري وفي السياق نفسه، أوضح اللواء ظافر محمد العجمي، أن هذا التمرين يكسب القوات المشاركة أرفع مستويات الجاهزية والاستعداد، ويؤدي لتفعيل العمل العسكري المشترك في كثير من المجالات العسكرية لاسيما في شؤون العمليات، التدريب على المنظومات القتالية المختلفة. وأكد العميد الركن فيصل بن مقعد بن ربيعان، على أهمية هذا التمرين في رفع مستوى التدريب من الناحية التكتيكية، ورفع مستوى الاحترافية العسكرية لدى الفرد. تقوية منظومة القيادة وأشار العميد عبدالرحمن عثمان المطلق، إلى إن هذا التمرين يهدف لتعزيز وتقوية منظومة القيادة والسيطرة في الحرس الوطني، وقال «نحن جاهزون لأي مهمة تسند لنا في المستقبل لأداء واجبنا في حماية أمن هذا الوطن». وأشار المقدم ركن ماجد أحمد الغامدي، إلى أهمية هذه التمارين المشتركة في رفع مستوى الكفاءة العسكرية والارتقاء بالجاهزية القتالية لدى ألوية الحرس الوطني واكتساب المزيد من الخبرة الميدانية والقدرة القتالية. وأكد كل من الرائد فهد بن عبدالهادي القحطاني، الرائد علي بن محمد الشهري، الملازم أول سعيد بن صالح بن مخرب، الرقيب فواز شاهين المطيري، وكيل رقيب أحمد عبداللطيف المطيري، على أهمية هذا التمرين من الناحية التكتيكية لرفع مستوى الكفاءة العسكرية والارتقاء بالجاهزية القتالية لوحدات الحرس الوطني، وقالوا «نتشرف في هذا اليوم ونحن نخدم الوطن في تمرين «ولاء وفداء 2» بتجديد الولاء لقادتنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد»، مشيرين إلى أن ما وصل إليه الحرس الوطني من كفاءة قتالية، ومقدرة عسكرية عالية لم يكن وليد الاهتمام بها فحسب، وإنما كان نتيجة منطقية للاهتمام الشامل بالقطاعات العسكرية، وكان وراء ذلك الكثير من التخطيط الواعي والدعم المتواصل من القيادة الحريصة على أن تتحقق لهذا الوطن الأشم كل مقومات الأمن والأمان والعزة.