.. في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة (المزمل): «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله». وسأروي اليوم بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تؤكد أن الإحسان أو عمل الخير الذي يقدمه الإنسان مأجور عليه حتى إن كان على بهيمة أو حيوان. ففيما روى البخاري ومسلم رحمهما الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دخلت امرأة النار في هرة، ربطتها، ولم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض». وفي أخرى برواية البخاري ومسلم أيضا: «بينما كلب يطيف بركية -البئر- قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغية من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها، فاستقدمت له به، فسقته إياه، فغفر الله لها به». هذه رواية البخاري ومسلم. وللبخاري وحده: «أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به، حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة». وأخرج الموطأ وأبو داوود الرواية الأولى. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني. فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له. فقالوا يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر». وفي رواية: «أن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له موقها -الخُف- فغفر لها». عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قرصت نملة نبيا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه: إن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تُسبح؟». وهكذا فإن الإحسان وعمل الخيرات من أفضل ما يدخره المسلم ليوم لا ينفع مال ولا بنون يوم يقوم الناس لرب العالمين، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، ولا يزحزح عنه إلا عمل صالح. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة