اعتبر خبراء ومحللون سياسيون في تصريحات ل«عكاظ»، خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح القمة الخليجية في الرياض أمس، تاريخيا ومفصليا ليس في تاريخ الدول الخليجية فحسب بل في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، لأنه جاء شفافا لجهة تشخيص العلة في الاستهدف الذي تواجهه أمتنا وفي تحديد الدواء عبر الدعوة الى الاتحاد كفعل متقدم على فعل التعاون. وقال رئيس حزب الاتحاد (الحركة التصحيحية) اللبناني حسن شلحا: «إن الموقف الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين أمام قمة الرياض، تاريخي، خاصة أن اللحظة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية هي لحظة تاريخية لا يمكن مواجهتها والتصدي لاستحقاقاتها إلا عبر مواقف تاريخية وشجاعة مثل هذا الموقف. وتابع: «نعم نحن كأمة عربية مستهدفون في أمننا واقتصادنا، والدول الخليجية هي الرئة التي تتنفس عبرها الأمة، واستهدافها، هو استهداف لأمتنا بكل مفاصلها وتكويناتها». وأضاف: «من هنا فللمرة الأولى في تاريخ الأمة، يخرج قائد لا يحدد المشكلة فحسب بل يضع الحل الناجع لها». وختم شلحا قائلا: «إن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الاتحاد هي دعوة حكيمة، لأن في التعاون وجهات نظر وفي الوحدة ذوبان، لكن في الاتحاد قوة، وهذا النداء الكبير الذي أطلقه الملك عبدالله يجب أن يشكل نقطة بداية لمسيرة عربية متحدة ونقطة نهاية لروح التخلي التي كانت تسود الموقف العربي. هناك تحديات كثيرة لكن أيضا هناك إمكانيات أكبر للتمكن من تجاوز كل المحن وكل الاستحقاقات. فالربيع العربي يتحصن باتحادنا وبوجود قيادة كالملك عبدالله نضمن نجاح هذا الاتحاد».من جهته، قال المحلل الاستراتيجي اللبناني المحامي طارق شندب: «لقد سمعت بتأنٍ خطاب خادم الحرمين الشريفين أمام القمة الخليجية. ويمثل هذا الخطاب موقفا مفصليا للدول الخليجية وبالطبع معها الدول العربية. وأضاف لقد كان الملك عبدالله صادقا كعادته في عرض واقع هذه الأمة وصدوقا كعادته في تحمل المسؤولية كما يفترض للقادة التاريخيين. ودعوته إلى الاتحاد كخطوة متقدمة على التعاون هي دعوة صادقة وبلسم تحتاجه أمتنا العربية والإسلامية لمواجهة هذا الاستهداف الكبير الذي تواجهه في هويتها ودينها وعقيدتها واقتصادها». وتابع: «إن الموقف التاريخي للملك عبدالله أثلج قلوبنا وأكد لنا أن بوادر الفجر العربي والإسلامي باتت قريبة وقريبة جدا».