بدت أمس مشاهد مرسى الصيادين في الحافة في جازان، تتحدث بلغة التطوير والانتقال إلى مرحلة جديدة تعود بالفائدة إلى الصيادين وأسرهم، إذ يضع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان اليوم حجر الأساس لمشروع مرسى الصيادين بنحو 92.8 مليون ريال، بحضور وزير الزراعة الدكتور فهد عبدالرحمن بالغنيم، وعبر مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة جازان محمد ناصر شريم عن سعادته ومنسوبي المديرية لتشريف سموه حفل وضع حجر الأساس لمشروع مرسى الصيادين بالحافة. «عكاظ» زارت المرسى في مركز الحافة في مدينة جازان واستمعت لمطالب الصيادين بخصوص المرسى الجديد والتوسعة التي ستطرأ على المرسى. وجرى رصد عدة مطالب للصيادين كبار السن، الذين تحدثوا عن معاناتهم، وكان أبرزها قرار تقليص مدة التصريح ب 24 ساعة للصيادين المتنزهين، كما تحدثوا عن مشاكلهم مع العمالة الوافدة والمخالفة لأنظمة الإقامة وذلك من خلال ممارسة عملية الصيد الجائرة مما أضر بالثروة السمكية وأثر في نسبة الدخل والمعيشة لدى الصيادين الأصليين سكان مدينة جازان. وأوضح أحمد شحار، أن «المرسى قديم جدا ولم يشهد أي تطوير وفيه كثير من المخلفات التي تسببت في حدوث تلوث بيئي انعكس على مبيعاتنا من الأسماك لأننا كصيادين عند وصولنا من عمق البحر نحمل أسماكا كثيرة ولا بد من غسلها من مياه المرفأ الملوثة مما يتسبب في نقلها بعض الأمراض الخطيرة». وقال الصياد أحمد بشكور «العمالة الوافدة احتلت مرفأ جازان البحري ولم يعد لنا وجود، وأصبح دخلنا اليومي ضعيفا جدا بينما العمالة الوافدة تبتاع وتشتري في الأسماك بشكل يومي مع امتلاكهم لسيولة مادية تساعدهم على شراء الأسماك بأسعار رخيصة وبيعها بأسعار مرتفعة، وهناك معاناة أخرى مع الأسماك المثلجة المستوردة من دول مجاورة». وأوضح كل من محمد كدشي ومحمد هادي أنهم يجلبون رزقهم من البحر منذ نحو 30 عاما «ولم نواجه من خلالها مصاعب في جلب الرزق إلا في السنوات الأخيرة، فقبل 20 عاما تقريبا كنا في رغد العيش لا نجد في عرض هذا البحر سوى المراكب الصغيرة التي تغدو مساء كل يوم وتعود للمرسى في الصباح التالي جالبة الرزق الوفير، ففي العقد الأخير ازداد عدد المراكب الكبيرة المعروفة بالمساحب التي تتبع الشركات الكبيرة والتي تصيد الربيان، فهذه المراكب هي هاجسنا الوحيد حيث لا تتبع الأنظمة المعمول بها في البحر فهي تتجاوز المسافات المحددة لها إلى أعالي البحار وتقترب إلى مسافات قصيرة بالقرب من الشواطئ وأماكن صيد القوارب الصغيرة، وتتلف شباكنا وتصطاد كل صغير وكبير من الكائنات البحرية وتهدد بيئتنا البحرية». وقال عبدالله شهوان «تلك السفن الكبيرة لا تنجو منها شباك الصيد، فبعد كل فترة وأخرى نتكلف شراء شباك بديلة لشباكنا التي تذهب ضحية تلك المراكب». وقال محمد هلمان «الصيادون بحاجة لفرع استخراج الرخص البحرية والكواشين البحرية في السهي، وذلك يوفر عليهم عناء الذهاب إلى مقر الثروة السمكية الرئيس في مدينة جازان التي تبعد عن مساكن الصيادين بنحو 80 كيلو مترا، كما أن افتتاح المكتب سيخدم صيادي السهي وصيادي مرسى الموسم والصوارمة». وأضاف هلمان أنه كان يوجد مكتب لاستخراج التصاريح البحرية والرخص قبل 25 عاما تابعا للمؤسسة العامة للموانئ وتم إغلاقه في عام 1408ه لأسباب لا نعرفها، وان وجود مكتب هنا يوفر علينا عناء المشاوير إلى جازان». وأوضح كل من عبده علي وأحمد مهدي أنهما يأملان من خدمات الثروة السمكية بالمنطقة «التشديد على أصحاب المراكب الكبيرة وتحديد فترات صيد لتلك المراكب محددة حتى لا يتسبب الصيد الجائر في هدر الثروة السمكية فقد لاحظنا أن هناك عددا كبيرا من تلك المراكب تجوب البحر وتصطاد كميات كبيرة من الأسماك الصغيرة في فترة تكاثر الأسماك وهي الفترة التي يمنع الصيد فيها». وقال ذياب عشيري إنه يتأسف على أشجار الشورى المانجروف التي تحيط بشواطئ السهي، وهذه الأشجار هي الغذاء الرئيس والهام لأسماك الشاطئ التي يصطادونها بشباك صغيرة، وهو ما يعرف بالصيد الراجل وقد انحسرت عنها المياه بشكل دائم وذلك بسبب الشركات التي ردمت الطرق القريبة من الشواطئ، فقد اقتلعت محيطات كبيرة من تلك الأشجار الهامة. وقال محمد عبده شوك «زحف الشركات التجارية وخصوصا شركات استزراع الربيان على الشواطئ البحرية يهدد الصيادين وخصوصا أصحاب الدخل الضعيف الذين يحترفون الصيد الراجل، والمرسى الجديد سيدعم الصيادين ويساهم في حل مشكلاتهم». صياد يتحدث عن معاناته وزملائه من سفن الصيد الكبيرة التي تدمر الثروة السمكية. صياد يشكو من تلوث مياه الساحل.