تميزت منطقة جازان بوفرة العوامل البيئية الملائمة لنمو وازدهار الثروة السمكية على امتداد مياهها الإقليمية وسواحلها على البحر الأحمر المقدرة بأكثر من 250 كيلومترًا من الشقيق شمالاً وحتى الموسم جنوبًا، ممّا أدّى إلى توافر أنواع الأسماك التجارية طوال العام مثل: الدراك ،الكنعد ، الهامور ، الشعور، البياض، والعقام، إلى جانب الربيان، والقشريات، والرخويات الأخرى التي يتم صيدها معظم أيام العام. ويعد سوق السمك المركزي بجازان معلمًا شعبيًّا واقتصاديًّا هامًّا لبيع مختلف الأنواع التي تشتهر بها المنطقة من الأسماك، حيث يشهد حركة تجارية طوال العام. وتبدأ تلك الحركة يوميًّا مع ساعات الفجر الأولى حيث قدوم الصيادين عبر قواربهم البحرية وانطلاق العمالة لتلك القوارب لحمل أنواع الأسماك صوب السوق المركزي، وتوافد تجار الجملة والباعة والمشترين ومتابعة مندوب مركز أبحاث الثروة السمكية الذي يقوم بدوره الإحصائي والبحثي، بالإضافة إلى توافد كثير من الباعة الذين يبتاعون السمك لعرضه في عدد من أسواق محافظات منطقة جازان المختلفة، ونقل أنواع من السمك إلى عدد من مناطق المملكة الأخرى نظرًا لجودة السمك ووفرة الإنتاج. ويعتبر الدراك “الكنعد” أو الضيرك باللهجة المحلية أكثر الأسماك توافرًا وطلبًا يوميًّا وأساسيًّا لكافة المتسوقين، ومحبي الأسماك، وبخاصة ما تم اصطياده عن طريق الجلب “السنارة” إلى جانب أنواع أخرى من الأسماك التي لا تقل شهرة عن سمك الكنعد، ومنها الشعور والهامور، أو الكشر باللهجة المحلية، والناجم، والسيجان، واللسن، والعقام، والباغة، وزينوب، وحامر أبودقن، والحمراء، والجدبة، والشروى، وغيرها من أنواع الأسماك التي تمثل إنتاجًا ضخمًا للمنطقة. وتمثل الثروة السمكية بالمنطقة مصدر دخل لما يزيد عن 5 آلاف صياد يمتهنون صيد الأسماك بصفة يومية عبر مختلف وسائل الصيد التقليدية والقوارب البحرية والتي يزيد عددها عن نحو ألفي قارب صيد متطورة وتقليدية، تعمل عبر مواقع الإنزال ومراسي الصيادين المتناثرة على طول سواحل المنطقة في كل من الحافة، والمضايا، والسهي، والموسم، والمقعد، والسميرات، وبيش، والشقيق، والقوز، والخور، وجنابة، وتبتا، وسواحل قماح، وجبال الاصباح، والصدين، وخور السقيد، وأبوالطوق، والماشي. كما تشكل اسماك الحريد “ببغاء البحر” الذي اشتهرت به جزيرة فرسان ظاهرة اجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة بالمنطقة، حيث تتوافد أسراب الحريد في فترة محددة كل عام، وبكميات كبيرة يتم من خلالها الاحتفال بهذه الظاهرة عبر مهرجان الحريد السنوي، والذي يشهد إقبالاً ونجاحًا متجددًا كل عام. وممّا ساعد على توافر كميات كبيرة من الثروة السمكية بمنطقة جازان وجود مساحات من أشجار الشورى “المنجروف”، والجزر الرملية التي تمثل عوامل بيئية ملائمة لتكاثر وحضانة وتغذية مختلف أنواع الأسماك وتوافر العديد من الأودية ومجاري المياه التي تحمل مياه الأمطار الغنية بالأملاح المعدنية من الجبال والمرتفعات الشرقية. ويقوم مركز أبحاث الثروة السمكية بمنطقة جازان بالعمل على جمع البيانات الإحصائية الأساسية عن كمية الصيد، وإجراء المسوحات العامة لمناطق الصيد واكتشاف مناطق الصيد الجديدة ودراسة التغيرات الموسمية لكميات الصيد السابحة والقاعية والربيان والقشريات الأخرى والرخويات ذات الأهمية الاقتصادية، والعمل على تحسين طرق الصيد المستخدمة، وإدخال وسائل تكنولوجية حديثة للصيد تلائم الظروف المحلية إلى جانب العمل على تعزيز الوعي العام بأهمية الثروة السمكية والحفاظ عليها وحمايتها من الصيد الجائر والتلوث البيئي. ويعمل قسم المصائد البحرية بالمركز الدراسات البيولوجية على مخزون الربيان وعمل القياسات المورفولوجي على أسماك الكنعد، وذلك بالتعاون مع عدد من المراكز والمؤسسات المتخصصة، ومراقبة فترات الحظر المحدد لبعض أنواع الأسماك، ومراقبة المراكب للتأكد من نظامية شباك الصيد بما يساعد في الحفاظ على الثروة السمكية من الصيد الجائر لبعض الأنواع ومنع صيد بعضها الأخر.