طوت بغداد ثماني سنوات من عنف أهلي ممزوج بقوات احتلال أمريكي أدخلت البلاد في ضياع آثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل هذه البلاد. وغادر أمس آخر الجنود الأمريكيين العراق، تاركين خلفهم بلادا تعيش على وقع أزمات سياسية مغلفة بتحديات أمنية كبيرة. وكان جنود اللواء الثالث من فرقة سلاح الفرسان الأولى آخر من اجتاز الحدود العراقية الكويتية، بعد نحو ثماني سنوات وتسعة أشهر من دخول القوات الأمريكية. وبدأت آخر الآليات الأمريكية تجتاز المعبر الحدودي وسط تصفيق وصيحات الجنود، قبل أن تسدل بعد ثماني دقائق من ذلك الستار على أكثر الحروب الأمريكية إثارة للجدل منذ حرب فيتنام قبل نحو نصف قرن. وجاء الانسحاب الأمريكي تطبيقا لاتفاقية أمنية وقعت عام 2008 بين بغداد وواشنطن، علما بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد في أكتوبر الانسحاب الكامل إثر رفض العراق منح آلاف الجنود الأمريكيين حصانة قانونية.