تنطلق اليوم من المسجد الحرام، للعام الثاني على التوالي، مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومشاركة 161 متسابقا يمثلون 53 دولة من مختلف دول العالم وقد خصص الدور الثاني، بين باب الملك عبدالعزيز وباب العمرة، مكانا لإقامة المسابقة. وأوضح ل «عكاظ» الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور السميح أن أمانة المسابقة وضعت استراتيجية تسعى لتنفيذها على مدى ال 5 سنوات المقبلة، وقال «من أبرز ملامح هذه الاستراتيجية، الرفع من مستوى المسابقة، وذلك من خلال إقامة تصفيات أولية بدأت منذ العام الماضي، السعي لمشاركة الفتيات في المسابقة، ونقل المسابقة إلى المسجد الحرام، وهي أول مسابقة تنعقد في المسجد الحرام بجوار الكعبة المشرفة، إضافة إلى السعي لرفع مكافأة هذه المسابقة مستقبلا»، وأضاف «يقام الحفل الختامي للمرة الأولى في المسجد الحرام، وذلك تكريما لحفظة كتاب الله تعالى والاحتفاء بهم في المسجد الحرام». وقال السميح «إقامة المسابقة في المسجد الحرام كان الهدف منه ربط هؤلاء الشباب بالمسجد، لأن الهدف ليس حفظ القرآن فقط، وإنما هناك جانب مهم أدركه ولاة الأمر، بأن يكون هناك عمل مع الحفظ، والجمع في ذلك جانب مهم»، وزاد «التجربة في المسجد الحرام تجربة ناجحة منذ العام الماضي، فالمتسابقون يتنافسون في مؤتمر عالمي قرآني في بيت الله الحرام»، مبينا أن رئاسة شؤون الحرمين أبدت تعاونا في التنظيم، إضافة إلى الجوانب الأمنية، حيث ساهمت الجهات الأمنية في المسجد الحرام في إنجاح المسابقة، رغم الاستعدادات والترميمات التي يشهدها المسجد الحرام. وعن تأخر مشاركة المرأة في المسابقة قال «نحن نحرص كل الحرص على مشاركة الفتاة في مسابقة القرآن الكريم، وهي ليست أقل من البنين، ولها حق في المشاركة، والتاريخ الإسلامي مليء بالحفظة من الفتيات منذ صدر الإسلام، خاصة من يتقنون القراءات، وتوجد في بعض الدول الإسلامية حافظات، وكذلك مقرئات للقرآن الكريم»، وأضاف «القناعة لدينا موجودة بأن تشارك المرأة والفتاة من العالم الإسلامي، حتى ولو بعدد قليل، وفق ضوابط الشرع المتمثلة في المحرم والحجاب»، مبينا أن الوزارة لها سابق تجربة في مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز المحلية على مستوى المملكة، حيث تشارك فيها الفتيات، وفيها طاقم تحكيم نسائي، مشيرا إلى أن الجامعات مليئة بالعديد من المتقنات في علوم القرآن والقراءات، وكل هذه الأمور تشجع بأن تكون في الأعوام المقبلة فعالية في هذا الأمر، وقال «نحن نحتاج فقط إلى أمور إدارية وفنية وهي ليست معجزة، وهذا واجب علينا، خاصة أن قيادتنا تهتم بالشباب والفتيات، ونسال الله أن نتجاوز هذه الأمور الإدارية والفنية والمالية وأن ترى مشاركات الفتيات النور في القريب العاجل». ووصف السميح حال المتسابقين في مكة، قائلا «بعض المتسابقين يتلون القرآن وأعينهم تدمع من الفرحة بتلاوته أمام الكعبة المشرفة»، وعن اختيار الحكام قال «نحرص على العدالة في ذلك، فنحن نحرص في كل عام على اختيار دول من القارات، ونسير بالتسلسل ونحرص على الدول التي تعنى بالقراءات والقرآن، ونخول الجهات الإسلامية في هذه الدول بالاختيار، فنحن نحرص على إتقان الحكام للقراءات السبع والروايات كافة، ليكون الحكام في مستوى المسابقة». ونفى السميح اختيار مرشحين على مذهب معين، وقال «نحن لا نركز على مذهب معين فنحن نرسل طلب المشاركات لجميع الدول الإسلامية دون تمييز، حيث نخاطب 136 دولة، ونتلقى الإجابات من أي مذهب كان، وأي توجه، ونحن لا ندخل في هذه الخلافات، حيث نركز على الأخوة الإسلامية بين المسلمين، وأنهم حفظة لكتاب الله»، وعن تخلف بعض الدول في هذا العام قال «لم تستطع دول الثورات العربية من المشاركة، بسبب تأخرهم عن الموعد المحدد للمسابقة، مثل سوريا وليبيا وتونس، أما مصر فقد شارك منها متسابقون، وتونس شارك منها ضيوف ومتدربون، أما المتسابقون فقد تأخروا في المشاركة، رغم أننا مددنا الموعد لهذه الدول شهرا إضافيا، حيث تم استبعاد 50 متسابقا من هذه الدول بسبب التأخر». وعن النقل التلفزيوني للمسابقة، قال «نحن بحاجة إلى نقل مباشر وتخصيص قنوات فضائية لنقل المسابقة، كما أننا بحاجة إلى إعلام قوي وتخصيص قنوات تتولى نقلها على الهواء»، وأضاف «إن نقل المسابقة للمسجد الحرام جعل عددا من القنوات الفضائية تبحث عن نقل المسابقة، وقد وجهنا هذا العام الدعوة لعشر قنوات فضائية لنقل المسابقة بخلاف الإذاعات والصحف المختلفة». وعن وجود تصفيات أولية للمسابقة والهدف منها، قال «بدءا من العام الماضي أوجدنا تصفيات أولية، حيث إن المسابقة طيلة الثلاثين سنة الماضية كانت لا يعمل لها تصفيات أولية، ولكن من العام الماضي قمنا بإجراء هذه التصفيات، حيث لا يصعد للمسجد الحرام سوى المتقن فقط»، وقال «هذه التصفيات تأتي لمعرفة المتقن من غيره، حيث عانينا من بعض الدول التي ترشح متسابقين غير متقنين، ووضعنا هذا الشرط في استمارة الشروط، التي تم توزيعها على المتسابقين، وأتوقع في هذا العام أن يجتازوا هذه التصفيات بنسبة كبيرة، لأن المرشحين بدأوا يدركون ذلك، مما أعطى المسابقة قوة، وأتوقع أن لا تزيد نسبة المستبعدين من الدخول في المسابقة عن 5%»، وأضاف «تقام هذا العام دورة تدريبية على مهارات التحكيم، حيث انتقينا 21 متدربا، نصفهم من الخارج لتنمية مهارات التحكيم لديهم، وقد طبقنا هذا العام الماضي على المستوى المحلي، وأوجدت هذه الدورة صدى، وتطبيقها في هذه المسابقة يخدم الدول الإسلامية، حيث يدرب الملتحق بالدورة في بلده، بعد أن يجتاز هذه الدورة».