هناك الغزو الناعم والغزو الغاشم، فقه أعداء الأمة أن الغزو الناعم أجدى وأنفع وأسهل، حيث الغزو الغاشم من خلال المواجهة المباشرة المسلحة وفرض مناهج وآداب، عند تلك اللحظة تثار الحمية الدينية والحماسة التصادمية. بينما الغزو الناعم من خلال الدراما الموجهة ضد الأسرة السعودية خاصة والمسلمة العربية عامة أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة وهذا ما سبب (تسونامي) لقيم أسرنا المسلمة، فهناك قيم تعرض بالأفلام التركية أو الإسبانية أو الإيرانية مخالفة تماما لفكرنا وتقاليدنا بل ومعتقداتنا، فتجد الطفل أو المراهق يردد ألفاظ خليلة وصاحبة وعشيقة، وأحيانا مع التأثر يكون هناك تقليد لبعض الممارسات الخاطئة التي تتعدى لممارسة الفواحش والموبقات وهذه الممارسة تأتي بعد تأثر الأسرة في الفكرة والعاطفة والمعتقد بحجة المشاهدة البريئة والاطلاع على ثقافة الآخر .وإذا ضعفت قيم الأسر فنحن نتكلم عن ضعف قيم معلم وطبيب ومهندس وعالم وبالتالي انهيار قيم مجتمع، وكأن هذا الواقع ينادي على كل عاقل على أنه لا بد من البحث عن بديل لتلك الدراما بدراما شرعية متفق عليها بآراء مجمعات فقهية وليس برأي أحد العلماء، ولعله كانت هناك تجربة لفيلم تسجيلي (إنها الحياة) عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان له عميق الأثر وعظيم الإعجاب على شرائح كبيرة من مجتمعنا، لم يستطع دعاتنا وعلماؤنا الوصول إليهم بالخطاب الدعوي التقليدي، فلو تم نسخ تلك التجربة وإسقاطها بواقع درامي محبوك لكان خير بديل، بل هناك مشكلات لا يمكن علاجها على المستوى العام إلا عن طريق الدراما فعلى قادة العمل الدعوي ومؤسسات الدعوة ومراكز التربية الاهتمام والتركيز في المرحلة القادمة على الجهاد الفني ومقارعة الفكرة بالفكرة والانتقال من مرحلة النقد للفيلم والفن الغربي لمرحلة النقد وإيجاد الحل البديل المناسب للدراما الدخيلة على مجتمعنا، فليكن البحث عن الإبداع في السيناريو والعمق في الحوار والتألق في الإخراج والجمال في الطرح والجودة في الأداء والاحتياج في القضية والوسطية في الرأي من خلال فكرة الجهاد الفني والكفاح السلمي والفتح الناعم. * مستشار أسري [email protected]