* أن ترزأ الساحة التي طغى على معايير فنونها «الأشكال» .. و«الألوان» و«القوام»...، على حساب ما كانت ترتكز عليه من «مقامات».. و«عرب»، وكل ما له علاقة بالجوهر. أن ترزأ هذه الساحة بكل هذا الكم المتلاطم من الصور والأسماء التي وجدت أقصى ما في وسعها هو الاتجاه ببوصلة تنافسها وفق ما تسمح به إمكاناتهم من جهة، ومن جهة أخرى تخلص الساحة من سورها المنيع بعد رحيل معظم «أسيادها»، جعل منها بيئة محفزة للخوض والاستعراض والتسويق والاسترزاق المضمون بعيدا عما كان من شروط وضوابط ومواصفات فنية جوهرية، يستوجبها من يمني النفس بالحصول على «تأشيرة» دخول «بوابة الساحة»، كل ذلك مضى مع من مضوا وما على «الراغب» إلا أن يذيل كل ما «يعرضه» أو يقدمه من «بضاعة» بعبارة « فني حديث»، يعني شوية كلام ما يفهمه أي مخلوق حتى من ينعق به مع مثله من اللحم أسف أقصد اللحن مع تكثيف البهارات الساخنة أعني الإيقاعات الصاخبة وما هي إلا أيام وقد أصبح لكل هذا «الصنف» من المتنافسين على نجومية ال«لوكات»، وتضييع الأصوات والأشكال، إصداراتهم من «الألبومات» وأرصدتهم من العائدات، وجماهيرهم من المعجبين بنسب تتناسب مع مستوى ما أنجزه كل واحد من صنف نجوم «الجيل الثالث والرابع».. حسب معايير الساحة التي خلت لهم فأخلوها من جوهرها، وأغرقوها بمواصفات فنونهم الشكلية والتقنية، «فأسسوا» لذائقة جماهيرية جسدت مقولة «لكل سوق بضاعة وشراي» فجنوا ما لم يتحقق لمن سبقهم من رواد وعمالقة وأسياد الساحة ممن كانوا مسكونين بالإبداع وأثروا الساحة بكل فن أصيل، ظل يمثل المرجعية لكل من ينشد البحث عن نموذج لفن رفيع يخاصم الابتذال ويمقت الإسفاف، ويسمو بالذائقة، رواد هذا الفن الأصيل يجعلنا بما كانوا عليه من عصامية وكفاح وفكر وثقافة، وبما قدموه للساحة وللمكتبة الفنية من روائع وإبداعات، وبما خلت منه حياة سوادهم الأعظم من إمكانات وتقنيات و«بروتوكولات» أقول يجعلنا أمام نموذج مغاير تماما عن نموذج «الجيل الثالث والرابع»، الذي اجتاح الساحة الفنية بمعاييره الخاصة (حسب ما ذكر آنفا)، إلا أن ما تم ذكره أعلاه لم يتجاوز ما يمكن وصفه بتشخيص بعض ما آلت إليه الساحة، لكن يبقى الأهم وهو: من المسؤول عن إنقاذ جوهر الفن. وحمايته من هذا الاقتيات الجائر على حساب ركائزه ومقوماته وأهدافه، والانحدار بذائقة جماهيره؟، من بيده القرار لمحاربة الفن الهابط، ويلزم الجميع بما للفن من رسالة وقيم ومبادئ؟! إنه الدور المناط بمن تقع على عاتقه المسؤولية المباشرة بهذا المجال ومن ينتقيهم من نقاده المختصين والمتخصصين، وليس من تغامر بعض القنوات بمنحهم صفة ناقد حتى صدقوا أنفسهم كما صدق نجوم «اللوكات» بأنهم نجوم. والله من راء القصد. * تأمل: جاهد حتى تحصل على ذاتك، عن طريق التخلي عن ذاتك. فاكس 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة