ليس شرطا أن يكون «المحرض» على درجة من الوعي المعرفي وإلا لما تم تجنيده ودفعه لأسلوبه التحريضي بكل جهالة، فبمثل الإنسان الجاهل يتم الدفع لأتون «العبث»، برغبة منه بأن كل ما يقوم به يأتي من باب التوعية، وفق اقتناعه الشخصي وظنه أنه العمل الصائب، وهو الظن السيئ دون شك، من حيث يعلم أو لا يعلم.. فإن كان يعلم فهذا يدخل في نطاق التأليب والفتنة، وإن كان لا يعلم فهي الطامة الكبرى، وقد وقع المحرض في فخ من فخاخ الأبالسة الذين نصبوه له وعزفوا على سذاجته وجهله لتحقيق مآرب شيطانية، فالشيطان يكمن في التفاصيل، التي غيبت عنه وتم دفعه كصوت ببغاوي يردد ما يمليه عليه الآخرون الذين هم ليسوا بمستوى سذاجته وضحالة تفكيره، وإنما هم من يمتلكون زمام «اللعبة» وفق نظرياتهم وأهدافهم بكل وسائلهم المنهجية التخريبية.. هنا يكمن دور اللاعب الرئيس المتواري عن الأنظار، فبمثل هؤلاء «الأشرار» لا يظهرون علانية حتى لا ينكشف أمرهم يعملون بصمت وسرية تامة ربما لا يعرف بعضهم الآخر، هؤلاء هم جماعة التحريض. فليس ثمة شك، بأن التحريض القائد للفتنة أشد من القتل، فماذا أقول والإناء ينضح بما فيه ويفضح بوضوح التحريض ووسائله المنهجية التخريبية ما بين اللفظ والعرض، فاللفظ الخفي هو ما يسمعه المرء منا في كثير حالات يأنف منها الإنسان السوي الغيور على وطنه ومجتمعه، حينما يمقت في قريرة نفسه، ما يسمعه من لفظ أفواها ملؤها والإفك، بمنهج تحريضي في تأليب الرأي العام لأجل الفرقة والاختلاف، لا أريد أن أعدد وسائل التحريض فما ذكرته عاليه ما هو إلا تحريض ممنهج سيان كان، كتابة أو لفظا. وهو ما ينطبق على تاليه عرضا! نأتي لما هو معروض من تحريض في قنوات فضائية محرضة، والتي هي ليست بوجهات نظر سليمة، بقدر ما هو فجور تحريضي، والمرفوض من قبل الإنسان الفطن الواعي الراشد، الذي يدرك أن ما تبثه بعض القنوات الفضائية هي وسائل منهجية تحريضية بفكر إعلامي «داعر» بزعم أن ما يقدمونه هو رسائل توعية ونصح للمستمع المشاهد، بينما يضمرون الهدف جيدا في قرارة أنفسهم،هو ترغيب في تأليب.. يتلمسون في عبثهم الشيطاني التطرق لمواضيع شائكة ومثيرة يستحلبون من خلالها مشاعر المستمع لهم، لأجل الإنصات إليهم ومتابعة ما ينفثونه من سموم الضعفاء وحدهم يستمعون إليهم، وتطغى عليهم المتابعة وينقلون ما سمعوه بجهالة ويهمسون به لأصدقائهم، أما العقلاء فيمقتون ألاعيب الحواة فينظفون من آذانهم الكلمات المحرضة ويطردون عن عقولهم الكلمات الهدامة، لكونهم يعون جيدا، بأن «التحريض» ليس بمرغوب ولا بمستحب، فيما تروجه بعض هذه الفضائيات المأجورة التي تتودد بالنصح للمشاهد وتحدد ما ينبغي فعله لأجل مصلحتهم الخاصة، وكأنهم «الأوصياء» على المجتمع، فما ذلك إلا سوء أخلاق وشقاق ومنقلب في ضمائر مريضة، فيه الكثير من المغالطة، فما مراد هؤلاء إلا الشهرة، بينما هم من لفظهم مجتمعهم لسوء أخلاقهم، فتواروا في جحور فضائياتهم، حينما يكون الفضاء ملوثا و مباحا للنباح!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة