أنهت المحكمة الجزئية المتخصصة في محاكمة المتهمين في قضايا إرهابية أمس الاستماع لآخر خمسة متهمين في قضية ينبع الإرهابية بعد الجلسة الثانية من إعطاء المتهمين كامل الوقت للرد على التهم الموجه ضدهم من المدعي العام. وكانت المحكمة قد استمعت لردود (6) متهمين أمس الأول وعاودت الاستماع للبقية، حيث أنكروا واستنكروا على كل من يريد تخريب البلاد وتكفير أهلها وقتلهم بالتفجير والتدمير وقتل رجال الأمن الذين هم العين التي باتت تحرس في سبيل الله، كما نفوا جميعا علاقتهم بالتورط في العملية الإرهابية التي راح ضحيتها خمسة أشخاص من بينهم رجل أمن و(19) مصاباً ومصرع أربعة من منفذي العملية البشعة. وقد بدأت المحكمة في الاستماع لردود المتهمين عند الساعة التاسعة وأربعين دقيقة واستمرت قرابة (4) ساعات، حيث طلب المتهم السادس من المحكمة بتوكيل محامي للدفاع عن نفسه فيما وعد رئيس الجلسة بالمحكمة في تكفل وزارة العدل بالسرعة في توفير محامي حسب الأنظمة المعول بها كما استمع القضاة والحضور لجميع ردوده والذي أكد من خلالها أنه برئ من التهم مؤكدا أن صغر سنه هو الذي ورطه بالتواصل والجلوس معهم دون دعمهم ماديا أو معنويا. وبين المتهم أنه رافق الهالكين في رحلة صيد ولم يسمح له بالتدريب على السلاح، مشيرا إلى أنه اتضح أنهم وافقوا على مرافقته لهم بهدف خدمتهم، أما المتهم السابع فأكد خلال ردوده أن سذاجته قادته للوقوع بعلاقة صنفت على أنها مشبوهة، مشيرا إلى أنه متواجدا بمنزل أحد الهالكين بهدف الدراسة وصلة القرابة، مؤكدا أنه خلال الحادثة ينقصه الوازع الديني وصغر السن مبينا أنه لم يشارك الهالكين في عمليتهم الإرهابية التي وصفها بالعمل الجائر. وجاءت ردود المتهمين على النحو التالي: المتهم السادس أنكر واستنكر على كل من يريد تخريب البلاد وتكفير أهلها وقتلهم بالتفجير والتدمير وقتل رجال الأمن الذين هم العين التي باتت تحرس في سبيل الله واستنكر العمل الإرهابي الذي وقع بمحافظة ينبع ونبذه ونبذ أهله ووصفه بالعمل الجائر وأشار إلى أنه عند تنفيذ الجريمة كان في التاسعة عشرة من عمره ولم يميز ما تم اتهامه به حيث إنه لم يكن باستطاعته رفض أوامر من هم أكبر منه سناً لخشيته من ضربهم له وقسوتهم عليه وعدم امتلاكه من أمره شيئاً ونفى مشاركته لمنفذي الجريمة بأي دور من الأدوار أبداً أو متابعتهم عند تنفيذها ولكن أشار أنه رآهم كما رآهم الناس، وأكد عدم تلقيه منهم أي وصية موضحاً أن أحدهم أمره بنقل زوجته إلى منزل والدته وذلك بطريقة قاسية وعبارات جارحة كما تعود ذلك منهم ونفى تستره على منفذي الجريمة أو على عملهم ووصفهم بأنهم كانوا عاديين ولم يعلم أن لهم خطرا على العباد والبلاد ونفى تستره على أحد منفذي الجريمة عند تصنيعه متفجرات مشيراً إلى عدم علمه أن أحداً يمكن أن يصنع متفجرات، كما أكد عدم علمه عن تلقي أحد المنفذين دعماً بسلاح من أي مكان ونفى علمه بأفكار منفذي الجريمة ووصفهم بأنهم كانوا عاديين، موضحاً أن سنه وعلمه لم يسمحا له بمعرفة ما يكون من محظورات. كما نفى علمه بنوايا أي من مرتكبي الجريمة للذهاب خارج المملكة وإنما كان يظن ذلك معللاً بأن أشكالهم وتصرفاتهم لا توحي بذلك وبرر شهادته قبل يوم الحادث على وصية أحد منفذي الجريمة الذي أشار إلى أنه يكبره سناً بالقول إنه لم يسمح له بالاطلاع عليها وإنما أمره بالتوقيع عليها ولم يستطع سؤاله عنها ولم يتجرأ بقراءتها لكبر سن أخيه وشدته عليه، وذكر أنه كان يظن أنه سوف يذهب إلى خارج المملكة ولم يعلم حينها بحكم الجهاد بدون إذن ولي الأمر لقلة علمه وجهله وصغر سنه وعدم وجود تلفاز أو مطبوعات في منزله، واعترف بنسخ محتويات (CD) من أجهزة الحاسوب بأمر من أحد منفذي الجريمة الذي أشار إلى أنه يكبره سناً موضحاً أنه لم يطلع عليها لعدم امتلاكه من أمره شيئاً لشدة وغلظة أخيه في التعامل وخشيته من أن يضربه. ونفى مشاركته في حيازة أسلحة أو مشاهدتها مع المتهمين الأول والثاني وأشار إلى أنه لم يشاهدها في حياته ولم يتصور في يوم من الأيام أنه سيلمس سلاحاً بغض النظر عن حمله في أي وقت، وأوضح أنه رأى كيسين أسودين مع المتهم الأول وأعطاها لأحد منفذي الجريمة ولم يعلم محتواها، ونفى علمه بأن أحد منفذي الجريمة مطلوب للجهات الأمنية واستدرك بأنه كان يسمع أن المعني مطلوب لجهات أمنية خارج المملكة. المتهم السابع نفى تهمة انتهاجه منهج التكفير، وأكد عدم مشاركته قط مع الهالكين -على حد وصفه- في جريمة من جرائمهم، وتبرأ إلى الله مما قاموا به في حادثة ينبع، وأكد أنه لا تربطه علاقة مشبوهة بمنفذي حادثة ينبع وأن علاقته كانت علاقة قربى ورحم، وأوضح أنهم استغلوا سذاجته، وأن سبب وجوده في منزل أحد منفذي الجريمة كان لإكمال دراسته الثانوية حيث أتى مدبر الجريمة أثناء ذلك ومكث معهم في المنزل إلى أن قام بفعلته المشينة هو ومن شاركه فيها، وأكد أنه لو كان يعلم بما كان يدور في خلد الهالكين -حسب قوله- لسارع بالإبلاغ عنهم، ووصف متابعته لمنفذي الجريمة بأنها تمت بعد علمه بوقوع الجريمة حيث ذهب ليرى فهاله ما رآه ثم ذهب إلى (المتهم السادس) ليخبره بما رأى ثم اصطحبه ليبرهن له صحة قوله وأوضح أنهم قاموا بمتابعتهم مثل بقية المارة، مبينا أن أحد منفذي الجريمة أوصاه بأهله في تلك الأثناء، وبرر تستره على مدبر الجريمة لقناعته والجميع من حوله أنه أتى بقصد تصحيح وضعه ولم يكن لديهم أي علم بنواياه الأخرى واستعد لحلف اليمين على ذلك، كما ذكر أنه لم يملك الجرأة والشجاعة اللازمة للإبلاغ عنه لضعف وازعه الديني وصغر سنه وعلمه المسبق بتصحيح وضعه على حد زعمه وأشار إلى أنه كان غافلا عن كل ما يدور حوله، وأنكر اشتراكه مع منفذي الجريمة في التدرب على استخدام السلاح ولكنه أشار إلى مشاركته معهم في رحلة صيد بعد إلحاحه عليهم لاصطحابه معهم موضحاً أنه شاهدهم يرمون على (جوالين) ولم يسمحوا له بالرمي وأشار إلى أنه لم يعلم بأن ذلك الفعل يسمى تدريبا وأنه لم يعرف معنى الذخيرة، وبرر تستره على مدبر الجريمة في استخدامه رخصة قيادة مزورة بأنه كان من باب التريث إلى أن يصحح وضعه كما يزعم، وأن ثقتهم زادت به عندما أتى بزوجته وأبنائه مشيراً إلى أنه (حبك) عليهم خدعة لم يفيقوا منها إلا في السجن. ونفى مشاركته مع مدبر الجريمة في حيازة الأسلحة، وذكر أنه رآها لديه في غرفته التي كان ممنوعا من الدخول إليها إلا بعد الاستئذان حيث إنه كان شخص غير مرغوب فيه لارتدائه البنطال وتدخين السجائر آنذاك. ونفى مشاركته مع مدبر الجريمة في تصنيع البارود ولكنه استجاب مرة لطلبه لمساعدته في إخراج دخان حريق نشب في غرفته بالمنزل دون أن يعرف سببه باستثناء ما أوضحه له بأنه حصل نتيجة استخدام (كبريت). المتهم الثامن نفى وصفه للإرهابيين بالشهداء أو تحريضه (المتهم التاسع)، وأنكر معرفته لكافة المتورطين في تنفيذ الجريمة أو المتهمين فيها باستثناء أخيه الأكبر (المتهم الأول)، وأكد أنه لا يعرف لأخيه أي علاقة بالإرهاب والإرهابيين وأن كل اهتمامه منصب على الصيد البحري والبري، ونفى حيازة كمية من الأسلحة بقصد الإفساد والإخلال بالأمن، وذكر أن أخيه (المتهم الأول) طلب منه المساعدة في الاحتفاظ ببعض الأسلحة التي لم يراها قط في حياته ولا يعرف سببا لوجودها عند أخيه (المتهم الأول) ولا يستطيع الاستفسار عنها لفارق السن بينهما وعدم شكه أبدا في أمرها لعدم معرفته بالإرهاب، ونفى مشاركته للخلية أو تستره على أحد المخططين والمجهزين للعمل الإرهابي أو اقتناعه بأفكاره التكفيرية والتفجيرية. وبرر حيازته كمية من النشرات والمحتويات الحاسوبية بأنها تخص أخيه (المتهم الأول) ولم يخفيها أو يحرقها. المتهم التاسع نفى تهمة اشتراكه مع الخلية المنفذة لحادث ينبع بإخفاء كمية من أسلحتهم المعدة لتنفيذ العمل الإرهابي، وأكد أنه ليس له أي صلة من قريب أو بعيد بتلك الخلية وأنه لا يعرف أحداً منهم، ولا يؤيد العمل الذي قاموا به، وذكر أنه تعرف على (المتهم الأول) عن طريق الصيد في البحر، ولم يرَ يوما فيه فكر أو شيء مريب، ولم يشك فيه يوما من الأيام. ونفى حيازته كمية من الأسلحة والذخائر بقصد الإفساد والإخلال بالأمن وذكر أن المتهم الأول أعطاه يوماً (كرتون) لا يعلم ما بداخله وكذلك (2) (شوزن) حيث احتفظ بها بجوار حظيرة الغنم التي تخصه حتى لا يتم العبث بها من قبل الأطفال، وأكد أنه بادر بتسليم ما لديه لرجال الأمن فور طلبهم ولم يماطل أو يراوغ. ونفى علمه بوجود أي عمل إرهابي أو أي مشاكل أمنية مبيناً أن المتهم الأول لم يخبره. ونفى تأييده لتنظيم القاعدة أو حيازة اسطوانات ليزرية حاسوبية تحتوي على مقاطع صوتية وأفلام إرهابية للتفجيرات بالرياض، مؤكدا بأنه لم يكن يعرف أساسا شيء اسمه تنظيم القاعدة لأن اهتمامه في العمل وصيد السمك، وأنه لا يطلع على أي مصادر- جرائد أو إنترنت أو غيرها - وأنه لا يعرف كيف يستعمل تلك الأفلام ولم يطلع عليها. المتهم الحادي عشر نفى اعتناقه لمنهج الخوارج أو منهج التكفير، وأكد أنه ليس من الذين يكفرون المسلمين ولا يملك الأهلية لذلك الأمر الذي وصفه بالخطير، مبيناً أن في عنقه بيعة لإمام المسلمين لا ينزعها من عنقه أبدا مهما يكن من أمر وأنه يعلم أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية، ونفى انتماءه لأي فكر منحرف ولأي تنظيم إرهابي، وبرأ إلى الله من الأعمال التي يقومون بها أو الأفكار التي يسعون لتحقيقها وعلى رأسها ما قام به الهالكون -حسب قوله- الأربعة من قتل وتخريب وإصابات أو تدمير، ونفى تأييده لهم فيما قاموا به أو مشاركته لهم بأي نوع من المشاركة مؤكداً عدم علمه في الأصل بما سيقومون به وأنهم ينتمون لأي خلية، ونفى تستره على مدبر الجريمة أو إعانته في شيء أو إيوائه، وذكر أنه علم بأنه يحمل الفكر التكفيري وقام بمناصحته في أكثر من مرة عندما يقابله، وأكد أنه لم يسمح له بالتحدث عن أفكاره ومعتقداته أثناء وجوده معه موضحاً أنه إذا أصر على ذلك ترك له المجلس وخرج. وأوضح أنه لم يقصد التستر عليه أو السكوت عنه وأنه لم يعلم بما سيقوم به أو يفكر فيه وأنه لا يعرف أنه عضو في تنظيم إرهابي أو جماعة إرهابية أو أنه مجند من قبل جماعة ما، وأكد عرضه على مدبر الجريمة في أكثر من مرة مساعدته في تسليم نفسه عن طريق أحد المشايخ إلى الجهات الأمنية. **** مشاهدات - رئيس الجلسة يؤكد للمتهمين أن من حقهم الرد على تهم بلائحة الإدعاء العام. - أطول وقت استغرقه أحد المتهمين للرد على التهم (40) دقيقة. - (20) دقيقة سجلها أحد المتهمين كأقصر وقت للرد على التهم الموجهة ضده. - أحد المتهمين يؤكد أنه التزم بعدم مجالسة المشبوهين بعد تعهده للجهات المختصة قبل (17) عاما من القبض عليه بتهمة التكفير. - اثنان من المتهمين أرجعا أسباب علاقتهما بالهالكين لسببين صغر السن وعلاقة أسرية. - وصف المتهمين بالهالكين بأن أعمالهم لا يقرها دينا ولا عقلا واستنكروا التخريب والتفجير. - أحد المتهمين أكد بأن حيازته لسلاح و ذخيرة لأحد الهالكين ورطته بالسجن سبع سنوات حتى الآن وحرمته من مواصلة الدراسة وفرصة بناء مستقبله.