بعد أن ابتعدت بعض الأندية العريقة التي تملك تاريخا عريضا من الإنجازات عن منصات التتويج بدأت تفقد جزءا من جماهيرها الكبيرة في زمن ودع فيه نجومها أنديتهم التي برزوا فيها واتجهوا إلى أندية أخرى بغرض الاحتراف وكسب المزيد من أضواء الشهرة والمادة. ومع ظاهرة العزوف أصبحت التساؤلات تدور عما إذا كان ابتعاد الجماهير عن فرقها وتشجيعها نتيجة الابتعاد عن المنصات أو رحيل النجوم الذين يشكلون دافعا كبيرا لتواجدهم. في البداية رفض عبدالعزيز الدغيثر الإداري السابق بنادي النصر التشكيك في ولاء جماهير ناديه «من الممكن مشاهدة ابتعاد الكثير من الجماهير عن المدرجات ومن المحتمل أيضا أن نسمع عن تحول جماهير من تشجيع فريقها لفرق أخرى ولكن ليعلم الجميع أن هذه الاحتمالات من المتوقع حدوثها في أي ناد باستثناء النصر الذي يملك جماهير الشمس وبحكم عملي السابق في النادي شاهدت ذلك فالنصر لديه جمهور يحسد عليه ورغم الابتعاد الطويل عن منصات التتويج إلا أنك تشاهد ذا ال15 ربيعا وهو من لم يسبق له أن احتفل مع النصر ذات يوم ببطولة يشجع ويحضر ويبكي ويفرح من أجل الفريق فهذه ميزة يتميز بها النصر من المستحيل أن يتميز بها فريق آخر فنحن جمهور عشق وحب وإخلاص وتضحية ونحن على قدر تحمل الجمهور وصبرها وتضحيتها يتطلب من الجميع كإدارة ولاعبين أن نقدر تلك التضحية وذلك الصبر الذي ولله الحمد لا حدود له لدى جماهير الكيان ونقدم المستويات المبهرة التي تتوج بأذن الله بالبطولات». حب أزلي ويؤكد الدكتور عبدالرزاق أبو داود عضو شرف نادي الأهلي أن من يتخلى عن تشجيع ناديه لا علاقة له بالعشق «غالبية جماهير الأهلي عاشقة لقلعة الكؤوس مهما ابتعد الفريق عن منصات التتويج والأهلي لا يخفى عن الجميع غائب عن منصات التتويج منذ فترة طويلة جدا وهذا الأمر لا يسعد محبي الأهلي ولكن هذا لا يعني الابتعاد عن تشجيع الفريق الذي عشقناه منذ الصغر من أجل بطولة فالعلاقة بين الأهلي وجماهيره علاقة حب أزلي ليس لها عمر معين ولن تنتهي بإذن الله ولكي يعلم الجميع لو سمعنا ذات يوم بأنه ابتعد مشجع أهلاوي عن تشجيع فريقه فاعلم بأنه ليس بمشجع عاشق لفريقه ويحق لنا ألا ننظر له على أنه أهلاوي من الأساس وهذا الأمر أستبعده عن الأهلي». استقطاب النجوم ويعترف عدنان المعيبد أمين الصندوق بنادي الاتفاق بتخلي جماهير الزمن الحالي عن التشجيع «للأسف كما هو مشاهد للجميع تركزت البطولات في ال15 عاما الأخيرة بين ثلاثة أندية الشباب والاتحاد والهلال وهذا أمر يؤثر على جماهير الأندية الأخرى ويسبب لها الكثير من الإحباط وربما حتى الابتعاد عن الفريق ونحن على سبيل المثال في الاتفاق ابتعدنا عن منصات التتويج كثيرا ومنذ أعوام عديدة وهذا أمر مؤسف والحقيقة المرة على جميع الأندية أن الابتعاد عن منصات التتويج لأعوام طويلة بلا شك يتسبب في ابتعاد الجماهير عن المدرجات وتشجيع الفريق ومن يحضر للمباريات وتشجيع الفريق في الغالب هم من جماهير الماضي التي عاشت ساعات الفرح مع النادي كثيرا وحتى تعود الجماهير للملاعب وتبقى على تشجيع فريقها وترفض فكرة الهجرة الاجتماعية يجب على إدارات الأندية أن تجتهد وتسعى وتستقطب المواهب والنجوم واللاعبين المميزين حتى يخدموا الفريق ويعيدونه إلى منصات التتويج والجماهير إلى المدرجات وهذا ما نسعى جاهدين له بنادي الاتفاق». هجرة جماهير فيما لا يرى المدرب الوطني حمود السلوة أن الانتماء الحقيقي للنادي يكون بفوز وخسارة أو بطولة «يجب أن يعلم المشجع لفريقه أن الانتماء للفريق لا يكون بفوز أو خسارة أو بطولة أو جيل سابق بل الانتماء يكون للكيان بحد ذاته والعاشق للنادي هو من يستحق أن يكون مشجعا محبا فهو من يضحي وهو من يصبر وهو من يستحق من إدارات الأندية أن تقوم بتقديم الجهد الوفير دون كلل ولا ملل حتى يعود الفريق لمنصات التتويج وترسم البسمة على شفاه تلك الجماهير الصابرة منذ أعوام عديدة ولكي يعلم الجميع أن غالبية من يقوم بالابتعاد عن الحضور لمدرجات الملاعب ومن يقوم بتغيير ميوله هم أشخاص أعمارهم تتراوح ما بين ال20 وما دون فهؤلاء تأثروا بأصدقائهم في المدارس وملاعب الحواري ولا يعرف سوى تاريخ اللاعبين الحاضرين فتجده بين الحين والآخر مشجعا لفريق آخر وهذا بالطبع لا يحسب على فئة الجماهير العاشقة» .