تفضح النبرة الانفعالية التي تكتب بها البيانات ما تنطوي عليه من زيف يكشف في أحسن الأحوال عن نظرة مرتبكة لا تخضع لشيء كما تخضع للعاطفة الزائفة والانفعال العارض، كما يمكن لتلك النبرة أن تكشف عن سوء في النوايا يتستر وراء مسميات تدعي الحرص على العدالة، والمحافظة على حقوق الناس. تبدو هذه النبرة الانفعالية في ما طالب به كاتبو البيان الذي تعرض لأحداث القطيف ومحاكمة خلية الاستراحة من إطلاق من صدرت ضدهم أحكام شرعية بالسجن والمنع من السفر وليس ثمة من انفعال أكثر وضوحا وبروزا من تلك المطالبة التي كان يمكن لها أن تكون فيما لو أصر كاتبو البيان على كتابته مطالبة بإعادة المحاكمة أو إعادة النظر في الأحكام فضلا عما كان ينبغي أن يتسم به الذين وقعوا البيان من تريث ريثما تستكمل الإجراءات القضائية من تمييز. إن هذا الانفعال يكشف عن نزعة للظهور بمظهر الأبطال الذين لا يقبلون بأنصاف الحلول ولا يرضون بالحوار، فإما أن يطلق سراح أولئك الذين تمت محاكمتهم أو أن المحاكمة بكل ما توافر لها من شروط قضائية محاكمة جائرة.