ما أن بزغت شمس يوم جديد على مدينة سيهاتالمدينة الحالمة على ضفاف شواطئ الخليج حتى أعلنت يوما جديدا من اللحمة الوطنية والحياة الهانئة التي تعود عليها أبناء الوطن بعيدا عن كل الفتن. شرعت المحال التجارية أبوابها تلتقط الزبائن المستمتعين بعطلة نهاية الأسبوع الباحثين عن مستلزمات منازلهم، فيما توافد البعض على المطاعم بحثا عن لقمة ليتهيئون عقبها للانطلاق نحو المساجد لتأدية فريضة الجمعة. ومن أن أعلنت المآذن دعوة الحق لطلب الفلاح حتى بدأ الرجال مصطحبين أطفالهم معهم في طريقهم للمساجد لتأدية صلاة الجمعة فكانت السكينة تنبعث من خطواتهم الباحثة عن المثوبة بينما تنافس روائح الطيب نسمات الهواء. وما أن فرغت الجموع من الصلاة حتى بدأت الجموع في رحلة أخرى يتبضعون من الباعة، وآخرون يتوافدون إلى المطاعم بحثا عن وجبة الغداء التي عادة ما يبتاعونها لأسرهم بعد الفراغ من الصلاة. «عكاظ» تجولت في أرجاء سيهات فكانت الحياة طبيعية آمنة في بلد كفل الله أمنه وهيأ له رجالات يعملون على ذلك، بينما كانت المحال التجارية تمارس نشاطها بشكل طبيعي، والأسواق مفتوحة والجميع يتنقل بحرية تامة، فضلا عن استمرار العمل في المشاريع التنموية التي يجري تنفيذها، حيث تجري عمليات تجديد واسعة في الطرقات. يتحدث المواطن صالح المرهون عن سيهات والوضع القائم فيها قائلا «الحالة الأمنية مستقرة للغاية، الجميع يمارس حياته الاعتيادية بشكل طبيعي للغاية»، مشير إلى أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة القطيف لا تعبر عن حقيقة الوضع على أرض الواقع. ويؤكد المرهون الجميع يبحر في مركب واحد، فالاستقرار الأمني مطلب للجميع، لذا فإن الكل يحرص تماما على تكريس الاستقرار، خصوصا أن حالة الفوضى لا تخدم الجميع، وبالتالي فإن الحديث عن تعكير المناخ السائد مرفوض من جميع الأهالي ولا يقبله مجتمع واع في ظل قيادة لم تبخل على مواطنيها بشيء. بدوره، أكد المواطن عبدالحميد الأحمد أن الجميع يعيش حالة طبيعية وما تناقلته بعض وسائل الإعلام التي تعادي المملكة مبالغ فيه، منوها إلى أن الجميع في سيهات من أقصاها إلى أقصاها لم يلاحظوا أي تغيير خلال فترة الأحداث ما يؤكد أن ما حدث عارض قامت به ثلة طائشة. وأشار الأحمد إلى أن الحياة طبيعية لم يطرأ عليها أي تغيير، إذ إن المحال التجارية تمارس نشاطها الاقتصادي حتى ساعات متأخرة من الليل، كما أن الجميع يتنقل بحرية في جميع المناطق، سواء في ساعات النهار والليل على حد سواء. وخلال جولة «عكاظ» استوقفنا المواطن عبدالكريم شعبان الذي أكد أن خروجه من منزله للتسوق دلالة جلية على أن الحالة طبيعية بنسبة 100 في المائة، مشيرا إلى أن الوضع لا يدعو للريب في ظل وطن آمن شعبه مطمئن بفضل من الله ثم بقيادته الحكيمة. ونوه شعبان إلى أنه وأسرته بل وسكان سيهات أجمعين لم يراودهم أي شعور خلال الفترة المنصرمة بأن حدثا ما يؤثر على الحياة الطبيعية التي تعودوا عليها منذ فتحت أعينهم على الحياة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه خرج بصحبة عائلته للتسوق تمهيدا للخروج إلى أماكن التنزه على ضفاف شواطئ الخليج، إذ إنه لم يشعر خلال الفترة الماضية بأن هناك فراغا أمنيا أو انفلاتا غير طبيعي. ويصف المواطن سعيد السلمان الحالة بالمستقرة مؤكدا أن الأسر طيلة أيام الأسبوع تقضي جل وقتها على الكورنيش حتى ساعات الفجر الأولى، وما ذلك إلا دليل قطعي على الشعور بالأمن وانعدام ما يعكر صفوه، منوها إلى أن انخفاض درجات الحرارة خلال الأيام الماضية لم يمنع الأسر من التنزه وقضاء الوقت على الكورنيش.