الانتخابات الجارية في مصر يبدو أنها تؤكد مقولة أن التيار الإسلامي هو الذي سيكون فائزا في أي انتخابات ستجرى في دول الربيع العربي، واضح جدا أن «الإخوان المسلمون» ستكون لهم أغلبية الأصوات في البرلمان الجديد، بل وربما سيكون أحد مرشحيهم أو أحد المدعومين منهم هو من سوف يفوز في انتخاب رئيس الجمهورية، هذا يدل على أن الجمهور يريد أن يعطي فرصة لهذا التيار وخصوصا الجانب المعتدل منه، لقد أكد هذا أقوال بعض المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة.. ياخذوا الفرصة ونجربهم في حل مشاكل البلد فإن فشلوا سوف نخلعهم بالنزول مرة أخرى إلى ميدان التحرير، في الواقع هذا ميزان عادل لو تحقق، التخوف كله من الإسلامويين أنهم لو فازوا بالحكم لا يتركونه، وهناك مثال سيئ لذلك (حماس) في غزة التي عززت استمراريتها بالقوة وبالقمع، وأيضا بالمثل الأسوأ في إيران الذين يقمعون كل صوت معارض بزعم حماية الثورة الإسلامية وولاية الفقيه. واضح أن جماعة الإخوان تدربوا خلال أكثر من نصف قرن من المنع والكفاح والإصرار الدؤوب على الاستمرارية أكسبهم تجارب واسعة وخبرة تنظيمية وسياسية وبرجماتية معتدلة، والمرجو أن ينعكس هذا في إدارتهم للحكم فلا يخرجوا عن مفهوم الدولة المدنية التي تحترم حقوق الإنسان والمواطنة العادلة بين الأقليات، تجربة الإخوان القادمة ستكن هي الحكم على مستقبل الإسلامويين بالنجاح أو بالفشل، وسوف يضمنون النجاح لو كانوا حضاريين معاصرين متفهمين لضرورات العصر والتطور الزمني وابتعدوا عن التزمت والتشدد والتفتوا أكثر لحل مشاكل الناس وتنمية المجتمع وتحسين مستوى المعيشة، وعدا ذلك فميدان التحرير لهم بالمرصاد. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة