أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء لا يتجزأ من كيان هذه الأمة والمحافظة عليه ورعايته أمر يهم كل فرد من أفراد المملكة، وأضاف «نعتز بها واعتزازنا به سيزداد، وتلاحم المجتمع معه وتجاوبه سيزداد أكثر وأكثر عندما يرون التطبيق الفعلي الذي يمثل التطبيق الشرعي». وذكر الأمير فهد بن سلطان خلال انطلاق الاجتماع السابع لمديري عموم الفروع والإدارات العامة التابعة لهيئة الأمر بالمعروف، تحت عنوان «الهيئة والمجتمع في تبوك أمس» أننا عندما نود القيام بأي عمل فإننا نرجع للكتاب والسنة ولعلمائنا والقرارات يجب أن تصاغ إلى واقع ملموس، وتطبق تطبيقا عمليا، وسلوكيا تنعكس آثاره وفوائده على الفرد والمجتمع ورجال الحسبة، مع مراعاة الفروق الفردية والطبقية لأفراد المجتمع، وذلك بأن يوجه كل فرد بما يناسبه فإن الاختلاف من طبائع البشر». وأضاف أمير منطقة تبوك، «الجميع يدرك الفرق بين المنكر وسوء السلوك وخدش الحياء والمظهر السيئ، والمنكر يجب أن يصنف وفق درجات التعامل معه وهذا أمر مهم جدا، كما أن الإنسان في كل عمل ولا أعتقد بأن هنالك ما هو أنبل من عملكم إذا لم يقدم الإنسان حسن التوقع فلابد أن يقع في الخطأ؛ ولذلك يجب أن نتوخى ما عمل سواء كان بطيش وتسرع ولا نضعه في خانة العند والقصد». وأشار الأمير فهد بن سلطان إلى ضرورة اختيار نبرة الكلمة ووضعها في مكانها الصحيح، إضافة إلى مراعاة طريقة المخاطبة وعلاج المشكلة في وقته وفي حينه بمحاولة درء وقوع الخطر، مؤكد على ضرورة عدم انتظار وقوع الخطر. وأكد أمير منطقة تبوك، على ضرورة وجود علاقة وثيقة بين أعضاء الهيئة خصوصا الفرق الميدانية وبين كافة شرائح المجتمع، ويجب أن يسود شعور المواطنين بالطمأنينة لوجود رجال الهيئة، وأضاف «هناك من يحافظ على الأخلاقيات العامة ويوفر لهم الآمان دون أن تكون هناك مخالفات شرعية، والأهم من هذا وذاك أن الاجتهاد على ألا يكون مجرد نزعة لدى الإنسان وتترك بدون قيود وبدون ضوابط؛ لهذا السبب وضعت لوائح وواجبات وتنظيمات أعمال الهيئة، ووزعت وكل من أن ينتسب فعليه قبل أن ينتسب أن يعلم ما حقوقه واجباته وما المطلوب منه والغرض من عمله». ونوه الأمير فهد إلى أن الاجتهاد ربما يكون ضرره أكثر من نفعه، وقد يجتهد الإنسان ويكتشف بعد مرور الوقت أن تصرفه كان خاطئا؛ لذلك يتوجب على العاملين في الميدان مراجعة المسؤولين لتوجيههم كيفية التعامل، مؤكدا أن هذه التصرف سيقضي على السلبيات بشكل كامل. وقال أمير منطقة تبوك «إذا حسن العمل وكان دقيقا تجاوب معه المجتمع بإيجابية، وإذا كان هنالك اجتهاد في غير محله فإن المجتمع سينعكس عليه هذا الأمر ويتعامل معه أيضا، ونحن نفاخر ونفتخر في المملكة أننا نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعندما أسست هذه الدولة الحديثة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه كان أكثر الأمور التي اهتم بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحن نهنئ منسوبي الهيئة على ما تحقق لهم من نجاحات وعنوان الاجتماع السابع (الهيئة والمجتمع) يعكس الواقع الحقيقي لكل عمل» . من جهته أوضح الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز الحمين، أن هذا الاجتماع يأتي امتدادا للاجتماعات السابقة، وعالجت كثيرا من القضايا التي تهم عمل الهيئة الميداني، وعملها الإداري والتقني والتوعوي والتوجيه. وأشار الرئيس العام إلى أن الرئاسة حققت مرحلة متقدمة في التحول التقني في التعاملات الإلكترونية التي وصلت إلى مصاف الأجهزة المتقدمة في التحول التقني، كما هو في تقييم تحول التقنيات الإلكترونية، منوها بنجاح أعمال الرئاسة في موسم هذا الحج ومساندتها أجهزة الدولة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وعززت ذلك في مجال التوعية والتوجيه، وفي العمل الميداني فيما يتعلق بالضبط، وفق الأنظمة والتعليمات واحترام حقوق الآخرين. وكانت الجلسة الأولى انطلقت صباح اليوم برئاسة رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان سعادة الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني، وكانت تحت عنوان «العلاقة بين الهيئة والمجتمع»، حيث ناقشت الورقة الأولى «المجتمع السعودي وخصائصه» والتي طرحها الأستاذ الدكتور إبراهيم بن مبارك الجوير، عضو مجلس الشورى، متناولا عدة موضوعات وعناوين من خلال ورقته، حيث تطرق إلى النشأة والتوحيد، والشيخ محمد بن عبد الوهاب والحركة الإصلاحية، والملك المؤسس عبد العزيز، والموقع والسكان، وخصائص المملكة». وناقش الدكتور إبراهيم الجوير في ورقته «التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي وعواملها»، والعمالة الوافدة. وتناول عضو مجلس الشورى في أحد عناوين الورقة مستقبل المجتمع السعودي، وخلص إلى أن المجتمع السعودي قاد إصلاحات جبارة اقتصاديا واجتماعيا. فيما استعرضت الورقة الثانية «أثر التغيرات المجتمعية في العلاقة بين الهيئة والمجتمع» للدكتور علي بن عبد الرحمن الرومي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتطرق إلى مفهوم التغير الاجتماعي، وأشار في أحد الفصول إلى أن التغير الاجتماعي من طبائع المجتمعات، وناقش الدكتور الرومي عوامل التغير الاجتماعي، والتغير الاجتماعي في المجتمع السعودي، والعلاقة بين الهيئة والمجتمع. وأشار إلى أن العلاقة بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمجتمع السعودي ممتدة تاريخيا، موضحا أنه يمكن تفكيك علاقة الهيئة بالمجتمع إلى ثلاثة مستويات هي «المبدأ، والمؤسسة والممارسة». وأشار الدكتور الرومي، أن المبدأ يعد من المبادئ الأساسية التي يؤمن بها أفراد المجتمع، والمؤسسي فقد ارتبطت نشأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنشأة الدولة، ومستوى الممارسة كسب جهاز الهيئة ثقة المجتمع من خلال ما يقوم به جهود في مكافحة صور من الفساد ذات طبيعة حساسة في المجتمع السعودي. وناقشت الورقة الثالثة التي طرحها الدكتور نوح بن يحيى الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز «صورة الهيئة الذهنية لدى أفراد المجتمع، المؤثرات والمعززات» في دراسة ميدانية على عينة قدرها 775 شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين 15-29 عاما. وأشارت نتائج الدراسة إلى موافقة غالبية العينة على أسلوب التعامل من قبل أعضاء الهيئة للشباب بأسلوب حسن، أو من حيث اتسام أعضاء الهيئة بقلوب رحيمة، كما أظهرت نتائج الدراسة عن تقبل غالبية أفراد العينة لأعضاء الهيئة، وأنهم يحملون مشاعر إيجابية تجاه أعضاء الهيئة، وأن ضبط أعضاء الهيئة للسلوكيات والمظاهر العامة للشباب لا يعد تدخلا في خصوصيات الآخرين، كما أشارت النتائج إلى موافقة غالبية أفراد العينة على أهمية دور أعضاء الهيئة في المجتمع من حيث التوعية بالأمور الدينية والأخلاقية، ومدى مساهمتهم الفعالة في مكافحة الجرائم الأخلاقية وضبط سلوكيات أفراد المجتمع. وفي الورقة الرابعة تمت مناقشة تطلعات المجتمع تجاه الهيئة، والتي طرحها الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله العقيل عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، حيث أشار إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة إسلامية أوجبت على المجتمع، وذلك بغية صلاحه واستقراره وأمنه. وتطرق الدكتور من خلال ورقته إلى التوجيه النظري من خلال ممارسة العمل الاجتماعي، وطرق تحليل الفعل، من خلال النظرية الاجتماعية، وتطلعات المجتمع تجاه الهيئة كمؤسسة اجتماعية في المجتمع، وكنظام اجتماعي وتنظيمي.