شهدت محكمة المدينةالمنورة أمس ملابسات قصة إنسانية أحد طرفيها مساعدة طبيبة أسنان والطرف الآخر والدها، وتمثلت حيثيات الحكم في إيقاف ناظر القضية حكما بإيداع المرأة الطبيبة في السجن بعد رفضها المثول لأمر المحكمة بالسكنى مع والدها، فيما كانت الطبيبة تصر على السكن مع والدتها المطلقة. وفي التفاصيل أن القاضي سأل مساعدة الطبيبة عن تبرير دواعي رفضها السكن مع والدها، فأوضحت الطبيبة أنه لا يعقل أن ترفض ابنة السكنى مع والدها وهي تدرك تماما حق الوالد في الشرع الحنيف ولكنها ربما لا ترتاح للسكن مع والدها، فضلا عن أنها تريد أن ترد الجميل إلى والدتها التي ربتها حتى نالت شهادة الطب، وعندها صرف القاضي آلية إعادتها إلى السجن، ومنحها فرصة لإكمال معاملة الالتماس في محكمة الاستئناف في مكةالمكرمة. ويذكر أن الطبيبة في العقد الرابع من عمرها وتعمل مساعدة طبيبة أسنان في صحة المدينةالمنورة، وسبق أن جرى إيداعها السجن لمدة ثلاثة أشهر بعد رفضها السكن مع والدها. وأوضح وكيل الطبيبة أحمد الشنقيطي أن موكلته تعمل في مستشفى حكومي في المدينة وأن محاولات الصلح مع والدها باءت بالفشل. وقالت الطبيبة «أعرف تماما حق الوالد على الإنسان، ولكنني في الوقت نفسه أريد أن أرد الجميل لأمي خاصة إن والدي انفصل عن أمي حينما كنت جنينا في أحشائها فربتني والدتي حتى تخرجت من الكلية وتوظفت كطبيبة في أحد المستشفيات الحكومية ومن ثم تزوجت وأنجبت طفلة عمرها 13 سنة وبعد طلاقي رجعت للعيش مع والدتي الا أني تفاجأت أن أبي يريدني أن أسكن معه، في بيت صغير لا يتجاوز الثلاث غرف وبه نحو 25 ولدا وبنتا كما أن أبي متزوج من أربع نساء».