ماطل وسوف الرئيس بشار الأسد في تنفيذ بنود اتفاقية الدول العربية مع نظامه، فلماذا سوف وماطل؟ الحالة السورية يلعب فيها النظام على استراتيجية مد الفترة الزمنية على ما هي عليه باحتمال أن الزمن الممتد يولد حالة من القنوط أو الملل لدى الثوار ويجعلهم يقبلون بما تفرزه القوة من سيطرة وبقاء النظام وفق تنازلات يرتضي النظام القيام بها على أن يكون في مقصلة الثوار. والنظام بهذه العقلية يستند إلى تاريخية سلوكية عربية قديمة تفضل بسط السائد على المتغير، وهذه العقلية إلى الآن لم تقتنع أن مجتمعاتها شبت عن الطوق ولم تعد تقبل بأي تدليس أو إخفاء أو استبداد وتريد أن تصنع مستقبلها من خلال صناديق الاقتراع. وهذا على مستوى الفرضية أما على مستوى الواقع فنرى أن مماطلة بشار الأسد مع موافقة نظامه على تنفيذ اتفاقية الدول العربية كان يعتمد على نفس النهج العربي، وهو تمديد الفترة الزمنية وإبقاء الحال على ما هي عليه مع التهديد أن سقوط نظامه يعني فتح جهنم على المنطقة.. كما نجد أيضا أن الراعي للاتفاقية مع النظام السوري أذعن لمماطلة النظام الذي استغل هذه الاتفاقية من أجل إطالة الوقت في المفاوضات فمرة يطلب تفسيرا لبعض البنود ومرة يطلب تعديلا لبعضها وثالثة يطلب مهلة لدراسة الصيغ وكلها مهل يستهدف من خلالها النظام السوري مد الزمن رغبة في تحقيق فكرة اللعب على إطالة الزمن والذي ينتج عنه إما ملل الثوار أو انتصار النظام بالآلة العسكرية. وفي هذه الحالة تناسى النظام السوري أن الدم حين يسيل لا يمكن له أن يعود إلى الأوردة ولا يمكن لمن سال دمه أن يعطي جائزة لمن سفكه. وعلى الثوار أن يؤمنوا أن ثورتهم ستنجح متى ما أصروا على استكمالها مهما امتد الزمن، بهذا اليقين ستنجح الثورة السورية كما نجحت قبلها التونسية المصرية الليبية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة