من غير تطفل ولا إزعاج.. أطلب من الوزراء الكرام إذا سمحوا أن يقوموا لدقائق وجيزة بدور مواطن عادي أراد من جهازهم الموقر إجابة عن سؤال أو معرفة طريق معاملته أين ذهبت!! طبعا لا أطلب منهم وليس المطلوب منهم أن يتخفوا ويطبوا على الموظفين الصغار فجأة، أو يأتوا في غير الأوقات المعتادة لهم وما إلى ذلك من المغامرات الاستعراضية التي يتسلى بها الإعلام عادة كبطولات!! لا حشاهم لا أريد ولا أطلب ذلك بالطبع! إنما من بيوت معاليهم أثناء الدوام الرسمي يحاول كل منهم القيام بتجربة الاتصال عبر سنترال الوزارة كأي إنسان عادي له حاجة ولا يقول أحدهم «أنا الوزير»!! وليبدأوا بمكاتب وسكرتارية معاليهم قبل الموظفين الباقين ويسمعوا بآذانهم ويروا بأعينهم النتائج المريرة!! وإن كانت تجربة النزول عن الكرسي لا أحد يريد تخيلها إنما أقدم لهم هذه الدعوة بحسن نية حتى يعودوا إليه وهم مرتاحون!! ذلك أفضل لهم للبقاء الأجمل والأصلح!! جربوا بعض الوقت معاناة الناس!! خاصة الوزارات اللصيقة بيوميات الناس.. أخص بالذكر وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة الصحة وخامستهم وزارة الخدمة المدنية!! ففي جميع بلاد الدنيا كل الوزارات والإدارات والجهات المسؤولة عن خدمات الجمهور لديها أرقام هواتف ليست للزينة إلا عندنا للزينة فقط!! وكلها في الجهات الأربع على الأرض تعمل لخدمة الجمهور وعندنا تعمل لإزهاق صبر الجمهور!! وهذا ما أردت إيضاحه لمعاليكم.. الأسس التي يدار بها العمل الوزاري الخدمي لو صحت صح المجتمع ونهض وجف قهر الناس وتوقف عويلهم ونحيبهم!! لو صلحت أحوال الوزارات الخدمية صلح معها الحال وقل التباكي والبكاء وانخفض معدل الظلم والتظلم وتضاءلت الشكاوى ونضب معين الاحتقان! والناس عندنا لا تطلب الكثير.. ناس راضية بالقليل ومع ذلك هذا القليل يتمنع ولا يأتي! الناس هنا لا يقفزون على الحواجز ولا يريدون ثمارا لا تطالها يد ولا يبحثون عن مواجهات ومصادمات ولا خناقات ولا انفعالات! بل يبحثون عن أبسط الموجود في النظام وهو الرد عليهم بأدب واحترام وتقدير ومراعاة حقوقهم في الحصول على إجابة وافية.. تغنيهم عن الذل والتوسل والاسترحام والاستعطاف!! إنها أمور لا تكلف شيئا هي قيم يمكن غرسها في فريق العمل الوزاري إذا أراد المسؤول ذلك لأنها تعني مفهوم الوطنية التي يعتقد البعض أنها الاحتفال باليوم الوطني في بهو الوزارة فقط! بينما الوطنية الحقيقية هي أن تقوم بواجبك لتحمي وطنك!! والذي يحدث أن لا أحد يسال ما هو واجبه لأنه يعرفه لكنه لا يقوم به في الوزارات المعنية! جربوا واتصلوا، فالهواتف لا ترد وإن رد السنترال ما ردت الإدارة المسؤولة وإن ردت ما استجاب الموظف ولا تحرك من كرسيه بحثا عن المطلوب وبالكاد يسمع طلب المتقدم إليه وكأنه يتفضل عليه كل ما هنالك يجد السامع في صوت الموظف نوعا من المشاعر السلبية (زهقان) (قرفان) متملل وعجل حط السماعة!! موظفو الأبراج العالية والوزارات العاجية حتى يرد أحدهم على الهاتف يعتبر ذلك تواضعا و(جميلة) من جمايله!! وهذه التربية الوظيفية مسؤول عنها الذي يجلس على كرسي الوزارة كما يربي يبر به أولاده!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة