يتعامل اليوم الأطباء مع الإيدز كمرض من الأمراض المزمنة حيث له عدة عقاقير متوفرة للجميع في الأسواق تجعل منه مرضاً من الممكن لحامله أن يعيش حياة شبه طبيعية وبعيدة تماماً عن الحياة البائسة التي رسمت عبر السنين لمريض الإيدز وعززها الإعلام السلبي الذي لا يعتمد على الحقائق العلمية الحديثة. مريض الإيدز بفضل الله يعيش سنواته كأي إنسان عادي والعلم يتحدث بأن لو قدر له أن يموت قبل الإنسان السليم فلن يكون ذلك إلا بنسبة 3 في المائة، هذا إن حدث ما يعني أن رعب الإيدز من المفترض أن يكون قد انتهى وأن الخوف بإخفاء الحالات ومعاملتها بطريقة غير إنسانية انتهى ويجب أيضاً أن ينتهي، لأن ذلك سوف يعزز الجهود التي تحاول السيطرة على الإيدز، فكيف يمكن السيطرة على مرض المجتمع يعترف به على استحياء وكيف يمكن محاربة الإيدز وأصحابه يخافون الكشف عن أنفسهم مخافة عزلهم أو معاملتهم بطريقة وكأنهم مذنبون يستحقون الرجم. يجب أن يعرف الناس أن 30 في المائة فقط من حالات الإيدز المسجلة عالمياً اكتسب أصحابها المرض عن طريق الجنس وأن 70 في المائة من الحالات المسجلة عالمياً كانت عبر عدوى وبوسائل عديدة كنقل الدم مثلا كما هو حاصل الآن في الصين التي تتصدر العالم في عدد حالات مرضى الإيدز بسبب بيع الدم المنتشر في أريافها وأقاليمها. عدد الحالات يتضاعف لدينا، وفي رأيي من أهم أسباب ذلك الحالات غير المسجلة، وقد يكون بعضها لم تكتشف من أصحابها ما يتطلب منا دورا وجهدا أكبر في توعية الناس بوسائل انتشار مرض الإيدز وطرق الوقاية منه وأساليب الفحص وأوقاته الدورية. الدولة وفرت العلاج لجميع مرضى الإيدز المسجلين مجاناً والذي قد يكلف المريض الواحد سنوياً سبعين ألف ريال تقريباً لذا ليس من المنطق أن يخفي مريض الإيدز مرضه، فالعلاج متوفر والمعاملة الآمنة السرية أيضاً متوفرة، وليس كما هو شائع، من أهم العوامل التي تساعد في نقص عدد حالات الإيدز والسيطرة عليها الوصول للحالات غير المسجلة أو المكتشفة لمساعدتها وطمأنتها وتقديم العلاج المتوفر لها. [email protected]