ما حدث في القطيف لا يمكن له أن يعبر عن رأي أو موقف أية شريحة من المواطنين وأولهم أهالي القطيف الذين عرفوا بانتمائهم وولائهم لهذا الوطن وقيادته وحرصهم على أمن الوطن واستقراره والحفاظ على مقدراته ومصالحه؛ لأنهم يدركون أن أمنهم إنما هو من أمن الوطن، واستقرارهم من استقراره، وأن مستقبل أبنائهم مرتبط بمستقبل الوطن فبينهم وبينه لحمة من التاريخ لا يفسدها حاقد ولا يمحوها جاهل ولا يؤثر فيها متواطئ، أو مغرر به. وإذا كان ما حدث في القطيف وقبله في العوامية لا يخرج عن أن يكون حدثاً معزولا معروفة حدوده كما هي معروفة أسبابه التي لا تخرج عن مؤامرات تكيدها جهات أجنبية وتنفذها بأيدي مواطنين ضعف عندهم الإحساس بمعنى الوطن فأصبحوا أدوات للمخربين والمفسدين الذين لا يريدون لهذه البلاد خيراً، إذا كان ذلك هو ما حدث في القطيف وقبله في العوامية فإن تلاحمنا كمواطنين على اختلاف ما بيننا من مذاهب هو السبيل الوحيد لإفشال مخططات الأعداء الذين يتربصون بنا ويرومون بنا شراً ويحيكون مؤامراتهم ضدنا. إدراكنا لأنفسنا ولمفهوم المواطنة الذي يجمعنا وللمصلحة المشتركة بيننا وحرصنا على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا هو السياج الأمني الذي يمكن أن يحفظ لنا استقرارنا ويفوت على الأعداء والحاقدين ما يدبرونه لنا من مكائد وما يريدونه بنا من شر.