اختتمت في مدارس دار الرواد النموذجية في جدة أخيرا فعاليات ملتقى «أحمله في فؤادي» المنظم ضمن برنامج «غرس» الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم، واستمر ليومين بحضور مستشارة الوزارة جواهر مهدي وموجهات ومشرفات المواد الدراسية في الوزارة وأمهات الطالبات، وحضور كثيف لطالبات من مدارس أخرى. وأوضحت مديرة المدرسة وفاء أبو داود أن الهدف من برنامج «غرس» زرع محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوعية الطالبات بذلك، مضيفة «هذه الشخصية العظيمة نغفل عن ذكرها في مواضع عديدة، لكن برنامج غرس منحنا فرصة التعريف بكل صفات الرسول». ولفتت إلى أن تخصيص ريع البرنامج لصالح أحد مكاتب الجاليات في جدة بهدف إنتاج كتيبات تعريفية عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم. وأكدت ل «عكاظ» سعاد باسودان المشرفة على المدارس أن الملتقى هدف إلى غرس قيم الرسول صلى الله عليه وسلم وحبه في الناشئة والطالبات، لافتة إلى أن مدارس دار الرواد كانت ضمن المدارس التي طبقت برنامج غرس. من جهتها، أوضحت جواهر مهدي أن الملتقى يسهم في حض الطالبات على التأسي بالرسول الكريم في سلوكه وقيمه، مشيرة إلى أن «هذا الإحساس اتضح لدى المشاركات وكأنما النبي حي بين ظهرانينا». ولفتت إلى أن الطالبات تفاعلن بشكل كبير، وأبدين سرورهن بالمشاركة وتأثرهن بما شاهدنه، مشيرة إلى أن هناك برنامجا لغرس القيم الأخلاقية طبق في 22 مدرسة في جدة على المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية منذ انطلاقة البرنامج، مضيفة «ما شاهدناه اليوم يمثل نموذجا عن كيفية تطبيق السنة، إذ يجري يوميا عبر برامج ومقالات صحافية وإذاعة الصباح المدرسية، فضلا عن الأندية والمشاركة المجتمعية»، مؤكدة أن الهدف من البرنامج إدخال القيم في الحصص الدراسية لا الاقتصار على الملتقيات الدورية. وأبانت أن ريع السوق الخيري المصاحب للبرنامج خصص لأحد مكاتب الجاليات في المحافظة. من جانبها، وصفت مشرفة برنامج «قيم» المعلمة داليا الغامدي الملتقى بأنه رائع جدا؛ لأنه يتضمن دعم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، مبينة أن الملتقى نظم منذ شهرين لجميع الطالبات والمعلمات، واشتركت فيه كافة المراحل الدراسية. وتقول الداعية تركية فتيحي التي حضرت الملتقى بدعوة من المدرسة: «أكثر ما لفت نظري الابتسامة الدائمة على محيا الطالبات والمعلمات، وهذا دليل العمل المقبول الذي يشعر الفرد بالراحة النفسية، موضحة أن كلمتها في البرنامج كانت مخصصة عن الحب في الجنة». وأضافت «هذا الارتباط العجيب الذي بيننا وبين المصطفى «صلى الله عليه وسلم» بسنته وسيرته يعكس المحبة الصادقة، وبسلوكنا نرد على أعدائنا فالرسول علمنا كيف نبتسم لأعدائنا». المنسقة الإعلامية فاطمة الخرمي والتي وجهت دعوة ل «عكاظ» لحضور الملتقى، أكدت أنه تم استخدام التقنية في الملتقى، وتمثل في الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي. ولفتت إلى أن الملتقى خصص قاعة في المدرسة لتجسيد رحلة الإسراء والمعراج، وقسما يوضح بيت ولادته، وآخر عن هجرته وأعماله وسننه المهجورة، وقسما مخصصا للطب النبوي أطلق عليه الصيدلية النبوية معتبرة الملتقى إنجازا كبيرا يحسب للمدارس ولوزارة التربية والتعليم. وفي ذات السياق، استطلعت «عكاظ» آراء عدد من الطالبات اللاتي حضرن الملتقى، إذ قالت بسمة العلوي التي تدرس في الصف الثالث الثانوي: الملتقى يعد إنجازا كبيرا للمدرسة؛ لأنه اعتمد استراتيجية التعليم بالترفيه، مبينة أن جميع المشاركات في السوق الخيري من إنتاج الطالبات وشملت السبح، تغليف المصاحف، والإكسسوارات، فيما كانت هناك مشاركات من خارج المدرسة. في حين اعتبرت الطالبة هيفاء الزير الملتقى جالبا للأجر، مؤكدة أن ما ميز الملتقى حرصه على تعميق محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم، وتغيير حياتنا للأفضل. العنود خياط تدرس في الثالث المتوسط، اعتبرت الملتقى فرصة لتعميق محبة الرسول وإتاحة للمشاركة في السوق، كما يحض على محبة آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وإنفاق المال في ترجمة الكتيبات التي تعنى بسنة الرسول وسيرته الحسنة، ويشمل غير الناطقين بالعربية. أما الطالبة دارين إسكندر التي صممت شعار «أحمله في فؤادي»، فقالت: إن فكرة الشعار اعتمدت على رسم بسيط يحث على حب الرسول، ويحمل صورة قلب، ما يدل على أنه شعار مستمد من فكرة عميقة لا مجرد زينة يتم تعليقها. لميس صديق أوضحت أن المشاركة تحرض على حب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومساعدة غير المسلمين في الدخول في الإسلام وتعريف الناس بذلك.