على مدى ثمانية أيام استمر ملتقى الحبيب - صلى الله عليه وسلم- في مدينة الهفوف عاصمة محافظة الأحساء في قاعة قصر السرايا، تحت شعار (بك نقتدي) ويالها من أيام حافلات بنشاط دعوي ثقافي أدبي منوَّع لعدد من العلماء والدعاة والأدباء نثروا الآلئ علومهم ومعارفهم على آلاف الحضور من الرجال والنساء الذين تفاعلوا مع محاضرات وندوات وأمسيات هذا الملتقى، ومع دورته التدريبية، وبرامجه المنوَّعة الشائقة للفتيان، وبعض برامجه الخاصة بالنساء: أشرف على هذا الملتقى ووضع خطته وبرنامجه وأشرف على التنفيذ فيه (المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالأحساء، وحظي الملتقى برعاية جهات متعددة أسهمت في دعمه مادياً ومعنوياً وإعلامياً حتى ظهر في أبهى صورة، وأقواها تنفيذا وأثرا، كما كان لمؤسسة (المنظمون) بقيادة الأستاذ فهد الباش دور كبير في إدارة وتنظيم المعارض، والإشراف التنفيذي على برامج الملتقى. وبك نقتدي شعار جميل ملتقى جميل، وتطبيق عملي لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتعريف بمنهجه ودعوته، والمنافحة عنه، وإيقاظ قلوب الغافلين من المسلمين، وتحريك هممهم للقيام بواجبهم نحو نبي الرحمة وخاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم الصلاة والسلام. لقد كان هذا الملتقى معرضاً متكاملاً - ثقافياً وتقنياً - تفاعلياً جماهيرياً في بيان الجوانب المضيئة من شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وحبه للناس، وحرصه على مصلحة البشرية، وخوفه على أمته من الانسياق وراء شياطين الإنس والجن الذين لا يكلُّون ولا يملون من إغواء الناس وإبعادهم عن الطريق المستقيم. لقد تفاعلت الأحساء مع هذا الملتقى بمنازلها ومدارسها ومتاجرها منذ الصباح حتى منتصف الليل، ففي الصباح نظمت زيارات خاصة بالطالبات لمعارض السيرة النبوية، حيث تفد إلى تلك المعارض أعداد من طالبات المدارس والمعاهد والجامعات، للاطلاع على لوحات خاصة بالسيرة النبوية بالتعاون مع مركز دراسات وبحوث المدينةالمنورة، الذي قدم للملتقى عدداً من اللوحات المتضمنة لمواقع جغرافية متعددة كما قدَّم برامج علمية من خلال عدد من الأفلام الوثائقية. أما في فترتي العصر والمغرب فقد أقيمت مسابقات منوعة تحت شعار (بك نقتدي) كمسابقة (فن التعامل في مدرسة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومسابقة (كيف ربى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه). ومما يحمد لهذا الملتقى المبارك أنه عُني عناية خاصة بالأطفال من خلال مسرح الطفل المنوَّع، والمسابقات المناسبة للأطفال في هذا المجال. أما بعد العشاء فتبدأ المحاضرات والندوات والدورات التي تناولت السيرة النبوية من جميع جوانبها. كان ملتقى (الحبيب صلى الله عليه وسلم) في الأحساء الذي عقد على مدى ثمانية أيام من 17-1 إلى 25 -1-1431ه، مهرجاناً تفاعلياً ناجحاً فجزى الله القائمين عليه والداعمين له خيراً. بقي هنا سؤال لا يزال طرحه يتكرر في مثل هذا المقام: إلى متى تظل وسائل الإعلام غائبة عن هذا النشاط؟ ومن المسؤول عن التقصير، أهي إدارة هذه المناشط، أم وسائل الإعلام نفسها؟ وهل يمكن أن ينقطع هذا السؤال بوجود قنواتنا الجديدة، الثقافية، وقناتي القرآن والسنة، فإن تسجيل هذه البرامج المفيدة وعرضها في أوقات الذروة مادة إعلامية غنية جداً؟ نرجو ذلك كما نرجو أن تنفض هذه القنوات الغبار عن آلاف المواد الثقافية والدعوية والعلمية التي تزخر بها مكتبة التلفاز والإذاعة حتى لا يستمر حرمان الناس منها.. تحية صادقة إلى كل من قام بدور في ملتقى الحبيب صلى الله عليه وسلم في الأحساء ودعاء صادقاً لهم بالتوفيق. إشارة بك نقتدي في القول والعمل=