وأنا أتابع مع صغيري فيلمه الكرتوني المفضل، سمعت البطل الخرافي لذلك الفيلم يردد بغضب للمهاجمين «لا مزيد من الأقنعة انزعوها» شدتني تلك العبارة كثيرا، فأخذت أتابع شجاعة المهاجمين في خلع أقنعتهم وخيالي سارحا هناك في عالمنا الواقعي، حيث تخيلت عالمنا بلا أقنعة كيف سيكون ؟ كيف نستطيع مواجهة بعضنا البعض بدون أقنعة ؟ هل نستطيع أن نعيش بدون قناع؟ هل سمعة القناع سيئة لدرجة أننا ننفي تغطيته لحقيقتنا أم أنه في بعض الأحوال درع واقي للمتطفلين على آلامك وأسرارك ؟ ولتسير بك رحلة القناع إلى العلاقة بين «الأنا» المرتدية لذلك القناع و«هم» الجماعة التي من أجلهم التصق ذلك القناع بوجهك ! فأنت لا تستطيع في بعض الأحوال أن تحمي نفسك من تطفلهم المريض وأنانيتهم في التلصص على خصوصيتك إلا بالاحتماء داخل تلك القوقعة لكي تعيش بسلام وإلا فالمواجهة والحرب هو الخيار لمن أراد أن ينزع قناعه وينضم لركب المهاجمين في ذلك الفيلم الكرتوني! ولم يكن الشعراء بأشجع من غيرهم في المواجهة ! فقد بدت «تقنية القناع» متنفسا لما يريدون أن يقولوه بعيدا عن سيف ومقص الرقيب !. تقول الدكتورة يمنى العيد عن استخدام الشعراء لقصيدة القناع «ما كان يتشكل على مستوى المتخيل الشعري ما هو إلا اعتمال داخل الذات، ومحاورة لمعاناة متموضعة في واقع اجتماعي، ومندرجة في سياقِ ثقافة لها تاريخها». ظهر ذلك في تجربة كثير من شعراء العصر الحديث بدءا من البياتي مرورا بصلاح عبد الصبور وأمل دنقل ومحمود درويش، وظهر المتنبي الشاعر العربي الكبير قناعا مميزا لشعراء العصر الحديث، ليصدروا من خلاله انكساراتهم وآلامهم، دون أن يحاسبوا على طموحاتهم !! كما حدث مع دنقل في قصيدته «مذكرات المتنبي في مصر» و درويش في قصيدته «رحلة المتنبي إلى مصر» . ولم أفق من استمتاعي الشعري إلا على صوت صغيري وهو يريد نزع قناعه، لأنه يريد أن يعيش بدون قناع كبطله القوي !!. عندها أشفقت على صغيري أن يعيش بدون قناع !!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة