في الآونة الأخيرة تحدثت صحفنا عن قيام أحد الشباب بقتل رجل هيئة في أبها، كما تحدثت أيضا عن ثلاثة شباب ترصدوا لرجل هيئة في الرياض وألقوا عليه قنبلة مولوتوف أصابته بحروق بالغة، وهو يتعافى حاليا في مستشفى الملك خالد الجامعي أسأل الله له الشفاء العاجل ، وقد كان سبب ذلك أنه لاحقهم بسبب قضايا خمور ومخدرات.. ولم يتوقف الأمر عند حد القتل والحرق إذ سبق ذلك استهداف عدد من رجال الهيئة بالضرب، كما حدث في الثقبة والأفلاج وحفر الباطن وغيرها من مدن المملكة. التقارير الرسمية الصادرة من جهات الاختصاص تؤكد أن معظم من يرتكب الجرائم بحق رجال الهيئة هم من أصحاب السوابق الذين أوقفتهم الهيئة أو أحد أصدقائهم في قضايا أخلاقية أو تعاطي مخدرات وذلك بهدف الانتقام منهم، والبعض يفعل ذلك مباشرة أثناء مطاردته لكي لا يتم القبض عليه، وفي كل الأحوال فإن على رجال الهيئة أن لا يتخلوا عن واجباتهم مهما كانت الظروف والعقبات. العمل الذي يقوم به رجال الهيئة لا يمكن التقليل من شأنه، فمساهمتهم في حفظ الأمن الاجتماعي في أسواقنا في غاية الأهمية خاصة في ظل كثرة الشباب الذين يتوافدون على هذه الأسواق للإساءة إلى بناتنا وأخواتنا بصورة لا يمكن الصمت عليها، كما أن وقوفهم إلى جانب رجال الأمن في محاربة المخدرات والمسكرات أسهم كثيرا في التقليل من انتشار هذا اللون من الفساد في أوساط شبابنا وشاباتنا، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأنشطة التي يقومون بها.. ومع ذلك كله، فهناك خطوات كان لا بد من القيام بها تحسينا لعملهم، وتقليلا من الإساءة لهم مباشرة أو بطرق أخرى. توظيف المرأة في الهيئة خطوة مهمة لا سيما أن الهيئة تتعامل مع قطاع النساء، والرجال هم من يقوم بذلك، ولهذا توجد الأخطاء التي يصعب قبولها على غرار ما سمي ب«فتاة المدينة»، ونحن نعرف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عين الصحابية «الشفاء بنت الحارث» مراقبة لبعض شؤون الأسواق، فكانت تراقب صدق الناس في البيع والشراء، وكذلك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وقد كان فعل عمر خطوة متقدمة لإشراك المرأة في قضايا المجتمع المهمة. والمحتسب كما ذكر الماوردي له اختصاصات كثيرة ومهمة، ولو أن الهيئة استطاعت انتزاع مراقبة الأسواق من التجارة لقدمت للمواطنين خدمات لا مثيل لها، وهذا من أهم اختصاصاتها بحسب كل الفقهاء. يبقى أن أقول، إن بعض أخطاء رجال الهيئة، وضيق أفق بعضهم تترك انطباعا سيئا عنهم، وقد يكون بعض هذه التصرفات سببا في الإساءة لبعضهم.. أعرف أنهم بشر كغيرهم، يخطئون ويصيبون، ولكن أخطاءهم توضع تحت مجهر كبير ومن المصلحة تقليص كل الأخطاء بقدر الإمكان، ومن المهم أن يحاسب كل معتد عليهم حتى لا يصبحوا مثل الكلأ المباح. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة