لا تزال آثار الحريق على جسد الطالبة سديم العمري (12 عاما) شاهدة على حجم كارثة الحريق التي وقعت في مدرسة براعم الوطن للبنات في جدة أمس الأول، لكن ذكرياتها عن اللحظات الصعبة التي عاشتها وزميلاتها تظل أكثر ألما في حياة الطفلة الصغيرة. وتحدثت ل «عكاظ» سديم العمري من المستشفى المنومة فيه أمس، عن تفاصيل الرعب والهلع الذي أصابهن جراء الحريق وكيف أصيبت بحروق بيديها صنفت من الدرجة الثالثة، بخلاف قصة القفز من الأعلى للأسفل من أجل النجاة. وتؤكد الطالبة سديم العمري أن جرس الإنذار في المدرسة لم يعمل إلا بعد مرور 15 دقيقة على وقوع الحريق، مضيفة «وعندما أطلق جرس الإنذار خرجنا من الفصول في الحصة التاسعة وحاولنا الخروج عبر السلالم كوننا في الدور الثالث من المدرسة، حيث واجهنا دخانا كثيفا أعاق خروجنا، ودفعنا إلى التفكير للخروج من مكان آخر». وتضيف «ولم نجد حلا سوى اللجوء لغرفة المعلمات في الدور الثالث، وكنا 17 طالبة، ووجدنا إحدى المدرسات (رحمها الله)، وساعدنا بعضنا البعض على تحطيم النافذة، وكان تحتنا أهالي الحي الذين أحضروا أغطية للقفز عليها، وبدأن في القفز الواحدة تلو الأخرى، باستثناء المعلمات سوزان الخالدي، وأماني الغامدي، وإيمان البلوي وابنتها الصغيرة، وغدير كتوعة، وريم النهاري». وتوضح الطالبة سديم العمري أن بعض المعلمات اضطررن للتعلق بالحديد الواقع على النافذة، فيما قفزت أخريات على الأرض «وكنت واحدة من الطالبات اللاتي قفزن، ولم أستيقظ إلا وأنا في المستشفى». من جهتها، قالت الطالبة ياري عوض العمري (11 عاما)، وهي تدرس في الصف الخامس الابتدائي، إنها شعرت بالحريق بعد دخول سحب من الدخان إلى الفصل الذي كان يحتوي ساعتها 15 طالبة، مضيفة «وأرشدتنا المعلمات بالخروج من الباب الخلفي للهروب».